بندر بن عبد الله السنيدي ">
مما لاشك فيه, ولا جدال عليه أيضاً، أن المدرسة كمؤسسة تعليمية تلعب دوراً مهماً في تربية الطالب خصوصاً طلاب المراحل الأولية الناشئة، أي تلك المرحلة العمرية التي ترسخ فيها الكثير من المفاهيم والأخلاق الجميلة. نعم فمع العلم الذي ينهله طالب أو طالبة المرحلة الابتدائية علينا أن نركز أيضاً ونهتم بتعليم الطلاب والطالبات السلوك الحسن، وكذلك الأدب الجم والحياء وحسن الظن والصبر وما إلى ذلك من قيم إسلامية جميلة تعتبر المحك الأساسي في رقي المجتمعات من نواح عدة. اتصل بي زميلي جلال البقشي محاضر اللغة الإنجليزية في الكلية التقنية بالأحساء طالباً مني أن أكتب عن موضوع مهم يتمثل بالتالي: يقول والكلام لصديقي جلال عزيزي بندر سافرت لدراسة الماجستير خارج الوطن وتحديداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومعي أسرتي. والتحقت طفلته بإحدى المدارس هناك وعاشت جو الدراسة. وتعلمت وهو الأهم الأدب الذي يتمثل بالاصطفاف بالطابور عند توزيع الوجبات الصباحية، وكذلك الطابورعند دورات المياه. انغمست ابنتي في الجو الجميل والمرتب وكانت مستمتعة بكل يوم تذهب فيه إلى المدرسة صباحاً. ولكن عند عودتي للوطن والتحاقها بالمدرسة في مجتمعنا السعودي أصبحت في عزلة عن الدراسة. يقول صديقي والكلام منقول على لسانه أصبحت ابنتي لا ترغب الذهاب للمدرسة البتة. وأصبحت في عراك دائم معها كل صباح لاقناعها بالذهاب للمدرسة. معللة عدم ذهابها بأن الاصطفاف عند مقصف المدرسة متعب وغير مرتب، وفيه تزاحم شديد. كان الله في عون أخي وصديقي مع ابنته وفي عوننا نحن أولياء أمور الطلاب والطالبات خصوصاً الأطفال. نعم فقد نواجه مثل هذه المواقف التي تتغير معها نظرة أطفالنا للمدرسة وتصبح شبحا مخيفا كل صباح. من هنا يتساءل الكثير منا كأولياء أمور وآباء وأمهات أين دور إدارة المدرسة في تنظيم المدرسة. أين إدارة المدرسة من توجيه المشرفين والمشرفات في تنظيم مثل هذه الأمور وأعني الاصطفاف أمام مقصف المدرسة لشراء الإفطار الصباحي. لماذا هذا الإهمال في تنظيم الطفل أو الطفلة خصوصاً أنهم في مراحل عمرية كما ذكرت من السهل تكييفهم على ما نحتاجه من سلوك جميل.