الدوادمي - عبدالله العويس:
ذكر رئيس بلدية القويعية الأستاذ فهد بن سبيل الحربي أن التاريخ جميل عندما يسطّر صنائع عظماء الرجال. والأجمل صُنعاً هو ذاك العظيم الذي يصنع بنفسه التاريخ. مسترشداً بما عايشته بلادنا قبل خمسة وثمانين عاماً من أجواء اجتماعية مظلمة، لا يمكن للحياة البشرية التعايش معها, تمطر الجهالة والتخلف, وتثمر الشتات والفرقة والبدع والسلب والنهب والجوع والفقر والقتل والفوضى.. والخوف والرعب يقضّان المضاجع لغياب الرادع والوازع. فلما أراد الله إنقاذ هذا البلد الأمين المقدس من تلك الأوحال المضنية هيّأ لها قائداً عظيماً مقداماً من الدهاة القلائل, نقية سريرته, صافية طويّته, سليمة نيّته، هو الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه وأحسن مثواه - فقاد المعارك ومعه رجاله الأوفياء، وبعد طريق طويل من الصولات والجولات امتد بضع سنوات تمكّن من اجتياز العقبات وتحقيق الانتصارات, فوضعت الحرب أوزارها؛ ليأتي دور المواهب الفريدة المعروفة عنه - رحمه الله - كالكاريزما الشخصية والقدرة على الإقناع والاقتناع, فألّف بين القلوب المتنافرة, وآخى بين القبائل المتناحرة, فتوحّدت الكلمة تحت راية التوحيد, وساد الأمن والاستقرار ربوع الوطن, وتوافرت سبل المعيشة بعد شظف العيش, وانتشر العلم بعد الجهالة, والبصيرة بعد العمى، وأسس كيان هذه الدولة الفتيّة الشامخة التي جعلت القرآن والسنّة لها دستوراً ومنهاجاً, فبدأ البناء والتطوّر المتسارع مروراً بعهود أبنائه الملوك من بعده: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعاً -، وصولاً إلى عهد مليكنا سلمان الحزم - أمدّ الله في عمره -.
وأضاف الحربي بأن من أعظم ما شرف به هذا الوطن وشعبه أولئك الحكّام الحكماء النبلاء - وفقهم الله وبارك في عقبهم إلى يوم الدين -, للّه درّهم من قادة أكفاء أوفياء مخلصين، يبذلون الجهود الجليلة لخدمة وطنهم وشعبهم. فهنيئاً لهم تلك السجايا الحميدة والمزايا الفريدة التي اختصهم الله بها, ومن أجلّها وأنبلها نيلهم شرف القيام على شؤون خدمة الحرمين الشريفين؛ إذ يعجز الواصفون المنصفون عن تعدادها وحصرها, وتوفير كل ما من شأنه تحقيق راحة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من خلال الدّعم اللامحدود في توسعات الحرمين والمشاعر المقدسة, حتى أصبحت محل إعجاب كلّ منصف.
وأردف رئيس البلدية: لا يخفى على كلّ ذي بصيرة أنّ كلّ ذي نعمة محسود، ولكلّ نجاح محارب من خلال تحسس الأخطاء أو تأويلها والاصطياد في المياه العكرة، فيُسخّرون أبواقهم الناعقة تهذي بالهُراء الزائف.. تلك مطيّتهم الواهنة المُعتلّة التي يمتطونها للتنفيس عمّا في صدورهم من الأغلال والأحقاد الدفينة. وهذه المسالك الدنيئة لا تضير والقافلة تسير.
وأكّد الحربي أهمية تفعيل اليوم الوطني والاحتفاء بذكراه العطرة سنوياً لتذكير الأجيال بماضي وطنهم، ومقارنته بحاضره. مختتماً حديثه الذي لا يملّ بدعاء المولى - عزّ وجلّ - أن يرد كيد الكائدين في نحورهم, ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والازدهار في ظل قياداتنا الحكيمة الحازمة.