عثمان بن حمد أباالخيل ">
يحِز في نفسي أن يكون مفهوم الرجولة لدى معظم الجيل الجديد مفهوماً خاطئاً سببه في المقام الأول التربية الأسرية التي نشأوا وترعرعوا فيها. في غالبية طبقات مجتمعنا يغرِس الأب والأم في عقول الصغار من الأطفال الذكور عبارات تنقش في الذاكرة ومنها (اسمع لا تصيح تراك رجل) (انت رجل البيت) (انتبه تراك رجل) (خذه معك تراه رجل) (بدّه على اخته تراه رجل). ولكم أن تضيفوا عبارات أخرى كثيرة.
المفهوم الخاطئ للرجولة هو المسيطر على الكثير، هو الاتجاه الذي يؤدي إلى الشقاق وتفكك الأسر. هل الرجولة أن يلجأ الرجل للصراخ والتهديد بالطلاق ومنعها من زيارة أهلها وتكرار كلمة لا دون مبرر؟ هل الرجولة والتسلط وفرض الرأي والغطرسة وطول اللسان تفكير ذكوري مجرّد من المشاعر؟ هل الرجولة عدم احترام الرأي الآخر رأي الزوجة وفرض الرأي الآخر، هل الرجولة عدم الحوار مع زوجته هل هو خوف من الحوار ام تعنّت وفرض الرأي، هل الرجولة تلك الكلمات البذيئة، هل الرجولة مدْ اليد. إنها رجولة الرجال الضعفاء الخائفين من واقع وضعهم النفسي المتذبذب بين مفهوم الرجولة الحقيقي والمفهوم الخاطئ.
الرجولة كما يعرفها الرجال الصالحين المنصفين، الرجولة الحقيقية المغروسة في عقول اولئك الرجال الحقيقين هي: المعاملة الحسنة والشهامة والبذل والعطاء، الرجولة هي أن تعامل زوجتك معاملة حسنة، الرجولة هي أن تبوح لزوجتك عن حبك واحترامك لها والوقوف معها وعدم رفع الصوت وفرض السلطة والتهديد، هذه الرجولة، أما سواها فرجولته منقوصة لا تمت للرجولة بصلة.
والرجولة الكبرى أن تدافع عن الوطن في كل الأماكن دفاعاً يعكس الواقع الذي تعيشه مملكتنا الحبيبة الغالية في رعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله بعمره. الرجولة أن تؤمن بالحوار الوطني وتأخذ بتوصياته ونتائجه ولا تدير الظهر لها، أليس من أهداف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف ومعالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته.
أيها الرجل، هل تعرف معنى الرجولة في ديننا الإسلامي؟ إن كنت تعرفها وسلوكك مخالف لها أنت أضعت معنى الرجولة، الرجولة هي صفات وأخلاق وشيم حميدة، يمدح الشخص على قدر اتصافه بها، ويزيد قدره كلما ازداد منها، وقد ذكر الله عز وجل صفات الرجال في كتابه الكريم فقال جل ذكره: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.
وفي الختام الرجل الحقيقي هو الذي يخاف الله في تعامله مع زوجته فكيف مع أمه، أقتبس الرجولة معناها أن تكون مسؤولا أولاً وأخيراً عن أفعالك. - مصطفى محمود