عبدالمجيد محمد المطيري ">
رؤية :
إنّ أقسى ما يجده المرء هو ألا يجد نفسه إلا بين الجمادات والأشياء الساكنة، فيحاول أن يستنطقها ولو يسمع حرفاً واحداً منها.. أي صوت.. أي صوت.. حتى وإن يكن صوت الأشباح بداخلها.. لا يهم ما يكون الصوت بقدر ما يهمه أن يكون هناك حياة.. وفي النهاية يجهد ويتعب ويتعلق قلبه وعقله وروحه وجروحه بشيء أقسى من الجمادات، فلا يعرف ما هو.
أخبرني صديقي.. أنه يشعر بهذا الشعور.. سأكمل حكايته.. وما تبقى من «جزء من الحكاية».
عند الشاطئ وفي ليل مضطرب لمن يتحدث ها هنا.. وبين تلك الأمواج التي تتسابق لتمتد بين رمال البحر تارة وتنجزر تارة أخرى، لتعود كما لو أنها تشتاق لطبيعتها بين المد والجزر.. طبيعة الحياة ومن يسكنها.
أخبرني صديقي بما احتوى قلبه وبما أشعله من لهيب الشوق والحب والانتظار والألم، تحدث وتحدث وتحدث حتى أرهقه الحديث وما عاد يعرف ماذا يقول!
فيكرر لي الكلام والكلمات.. وكأنه يريد أن يقول: مهما تحدثت لن اكتفي.. فما زال قلبي يكن بداخله شيئاً كبيراً وعظيماً.
صمت صديقي قليلاً.. وبدأ يغني لي: (هي حياتي.. هي نصيبي.. هي حبيبتي وبس)!
هنا.. تركته ليهدأ.. وتهدأ ثورته العاطفية.. ليعلم أنّ العقل لابد أن يأخذ مجراه في تلك النفس الهزيلة الضعيفة أمام الحب.
أكاد أجزم بأنّ ما يشعر به صديقي.. أقسى من أن يكتب بين أوراق هشة أو أن تصفها وتنصفها الكلمات..
صديقي الغالي.. القريب البعيد.. يتألم وكفى!
مخرج :
كلما أردت أن أقف لأنهي الحكاية.. لم أستطع.. فبداخلي أمل أن يخبئ لنا القدر شيئاً يكتب له السعادة بحق.. إلى اللقاء!