عثمان بن حمد أباالخيل ">
لطالما سمعنا وتكلمّنا وقرأنا وحملنا إرثًا قويًا عن الاحترام ومدى تأثيره على النفس البشرية، الاحترام الذي ينشده جميع البشر دون تميّز بينهم. فالاحترام هو من أهم القيم الإنسانية التي تتغنى بها الشعوب وهي دليل على الرقي والحضارة. نسمع أحيانًا هذه العبارة احترم نفسك وهي تقال لمن يتجنَّب القيام بما يسيء إلى سمعته وهناك الكثير من يسيئون لأنفسهم بقصد وبدون قصد. وللاحترام أنواع كثيرة ومنها احترام المنفعة أنا احترام لا أنني احتاجك وسرعان ما ينتهي الاحترام مع الحصول على المنفعة، احترام الخوف وهي متنوعة ومتشبعة لكنها تجتمع تحت مظلة الخوف الطالب يخاف من المعلم، الزوجة تخاف من زوجها، الموظف يخاف من مديرة وهكذا في رائي دليل على ضعف الشخصية، والنوع الثالث الاحترام من أجل الاحترام وهذا هو الاحترام الحقيقي الذي يسعى إليه الجميع.
مظاهر الاحترام كثيرة وهي تختلف من مجتمع إلى آخر وذلك حسب العادات والتقاليد وفي مقدمتها احترام الصغير للكبير واحترام المجالس واحترام الضيف إلى درجة التكريم واحترام المرأة وتقديرها وعدم تسميتها بالألقاب يندي لها الجبين، احترام الشارع واحترام الجيران واحترام الإنسان حيث يكون. ولعلي هنا أهمس في أذن البعض لا تقلل من شأنك فتفقد احترام الآخرين. ترى كيف تقاس «ثقافة الاحترام» تقاس بعدة معايير منها احترام الوقت، احترام المكان واحترام الإِنسان. والاحترام في المجتمع نهايته سعيدة فهو ينشر المحبة وتقوي بين الأسر والأصدقاء وكافة شرائح المجتمع.
تري هل نفتقد ثقافة احترام القانون؟ مثل قوانين المرور ونظام ساهر وحافز وهكذا. ترى هل نفتقد ثقافة احترام المسؤوليات؟ في البيت ومكان العمل. ويا ترى هل نفتقد الزم دورك؟ التي تتمثل في احترام الطابور حيث وجد الإِنسان. الشارع منزلك الثاني... فهل تحترمه؟ أم لا يعنيك فتراك تلقي القمامة في أي مكان دون مراعاة للأدب العام. خلال مسيراتي الوظيفية انصدمت كثيرًا حين نجتمع مع الأوروبيين فهم يعتقدون أننا دائمًا لا نحترم الوقت والمواعيد ونحن لا نعير الوقت أي اهتمام، أهذا الاعتقاد صحيح؟ أم هو من نسج الخيال. صحيح في معظم الأحيان لكنه عكس ذلك في أحيانًا أخرى. اقتبس «بادرْ بعرفكَ إِما كنت مقتدرًا … فليس في كل وقتٍ أنت مقتدرُ» البحتري
الجيل الجديد اكتسب الكثير من المعارف التقنية الحديثة والمعارف بكل أشكالها (والجيل 33 عامًا) وخوفي عليه أن ينقصه ثقافة احترام المواعيد فهو لمْ يتربى في أحيانًا كثيرة على هذه الثقافة الإنسانية العالمية وهذا ما نلاحظه في المناسبات والاجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات في مجتمع سواء في البيت ومكان العمل والمناسبات أليس كذلك؟ فالاحترام ثقافة راقية تدل على رقي الإنسان وترفعه عن حب الذات.
والإسلام يعلمنا الاحترام مع الآخرين عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه. واحترام الآخرين.. قيمة حضارية تعلمها الغربيون من الإسلام لكن الكثير منا تخلى عنها وتمسك بها الغرب والشرق، فالاحترام بين أبناء الأسرة الواحدة يزرع الاحترام بين الأبناء والآخرين، وأولى الناس بذلك هما الوالدان كما قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ إلا تَعْبُدُواْ إلا إياه وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أحدهما أو كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قولاً كَرِيمًا}.
أخيرًا على الجميع زراعة ثقافة الاحترام بكل أشكاله وألوانه مع الجميع فالأرض خصبة وصالحة للزراعة.