علماء مصريون لـ«الجزيرة»: السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا لم تأل جهدًا في خدمة ضيوف الرحمن ">
القاهرة - سجى عارف:
أشاد عدد من العلماء بمصر بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وما تقدمه لحجاج بيت الله. وقال الدكتور منصور مندور كبير الأئمة والمدير العام بوزارة الأوقاف المصرية لـ(الجزيرة): لا شك أن لمقاصد الحج أهدافًا سامية ومقاصد متعددة وفي هذه الفريضة يجتمع المسلمون من شتى أقاصي العالم الإسلامي للاستفادة من منافعه {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}، وفي ظل هذه الأعداد الضخمة المتزايدة من الحجيج من شتى بقاع العالم الإسلامي فإن المملكة تعد العدة لذلك تيسيرًا على قاصدي الحرمين وتحقيق الأمن، وتيسير وسائل النقل الجوية والبحرية والبرية وتهيئة كافة الخدمات الصحية والطبية والتعليمية والإرشادية لحجاج بيت الله الحرام؛ فيتم توعية الوافد الكريم القادم من أقاصي الأرض؛ لأداء شعيرة الحج والعمرة منذ أن تطأ أقدامه الأرض المقدسة وحتى عودته لموطنه بعد أن ينعم الله عليه بأداء هذه الفريضة وحتى مغادرته لبلاده سالم غانم وقد كان الحاج في الماضي عندما ينوي أداء الفريضة كان يودع أهله وداع من لا رجعة له من كثرة الأهوال والمتاعب والمخاطر التي كان يواجهها، ومن يعود سالمًا تقام له الولائم والأفراح ابتهاجًا بعودته سالمًا إلى وطنه بل إن القائمين على أداء المناسك يواجهون أعظم تحدٍ وهو أن الحجاج يأتون من 200 دولة حول العالم ويتحدثون مئات اللغات المختلفة، وهذا جعل من الصعب على أفراد الأمن ضمان اتباع الحجاج لإجراءات وتعليمات السلامة التي يمكن أن تحول دون وقوع حوادث هنا أو هناك، مشيرًا إلى أن اهتمام المملكة العربية السعودية بالحج ومشروعاته وخدماته قائم على أكمل وجه لا يستطيع أحد أن ينكر المجهودات التي تبذل في هذا الصدد؛ فإن الزائر يلحظ في كل عام تجديدًا وإضافة وتوسيعًا مما يؤكد أن القائمين على الحرمين لا يألون جهدًا في خدمة الحرمين ومما يؤكد هذا المعنى قيام المملكة بحفر الأنفاق التي اخترقت الجبال الصماء لتقريب المسافة بين أحياء مكة المكرمة والمسجد الحرام، وإنشاء الطرق الحديثة السريعة ما بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة ومنافذ المملكة، واستراحات حديثة بهذه الطرق، مع الحرص على تأمين أسطول سعودي جوي وبحري وبري بأحدث الطائرات والسفن والحافلات الأمر الذي سهل ربط عواصم الدول الإسلامية بالمملكة؛ لتحقيق الرفاهية والأمان والراحة لضيوف الرحمن.
ومن جانبه قال الدكتور محمد داود أحد أئمة الأزهر عضو رابطة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة لـ(الجزيرة): إن المملكة العربية السعودية ملكًا وحكومتهً وشعبًا لم تأل جهدًا في خدمة ضيوف الرحمن، فالمملكة تضع الحرمين الشريفين في قمة أولوياتها، إضافة إلى عملية التوسعات التي تخدم حجاج بيت الله على مر العصور منذ العهد الأول لها، حيث تميزت السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس بحرص كبير وعمل مكثف في مجال الاهتمام بالمقدسات الإسلامية لخدمة زوارها من حجاج ومعتمرين وتوفير أفضل سبل الراحة لهم، موضحًا أن هناك بعض الدعوات الخبيثة لبعض الدول تنطلق من عداء سافر للإسلام والمسلمين فضلاً عن محاولة تصفية حسابات سياسية مع المملكة التي تقود تحالفًا عربيًا لمواجهة التمدد الشيعي في المنطقة وآخرها اليمن.
ولفت إلى أن وقوع حادث عارض بسبب تدافع الحجيج في منى لا يمكن أن يؤثر على الجهود التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن أو ينقص منها شيئًا وتوفير كل سبل الراحة لأداء المناسك بيسر وسهولة مبديًا تضامنه الشديد مع المملكة العربية السعودية ضد الدعوات الخبيثة للنيل من المملكة.
ومن جانبه تقدم الدكتور محمد كامل عبد الظاهر أحد الأئمة الأزهريين للمملكة حكومةً وشعبًا وللأمة الإسلامية بخالص التعازي في ضحايا عملية التدافع بمشعر منى ونحسبهم عند الله من الشهداء موضحًا لـ(الجزيرة) أن حادث التدافع لا ينتقص من السعودية شيئاً ولا يؤثر على محبتها في قلوب المسلمين ورعايتها وإدارتها للحرمين الشريفين مؤكدًا أن للمملكة بصمات وجهودًا جبارة تفيد ضيوف الرحمن وتطوير الحرمين والمشاعر المقدسة وراحة الحجاج تواكب الزيادة في ضيوف الحرمين الشريفين.
ومن جانبه حذّر الخبير الإعلامي الدكتور محمد رضا حبيب من الحملات المسمومة التي يتم بثها في الفترة الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية بعد حادثة منى الأخيرة للنيل من المملكة والتشكيك في قدرتها على إدارة شؤون المناسك المقدسة وطالب الدكتور حبيب وسائل الإعلام بالحذر وعدم الوقوع في فخ الشائعات التي يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الحادث أو التدخل في شؤون المملكة محذرًا من ترويج الأخبار الخاصة بتدويل الإشراف على المناسك المقدسة باعتبارها ملكًا للمسلمين جميعًا لأن هذه الشائعات والأخبار تأتي في إطار حروب الجيل الرابع والخامس التي تقف وراءها مخابرات دول هدفها اشعال الفتنة داخل المملكة وناشد حبيب السلطات في المملكة بسرعة التحقيق في الحادث وإعلان نتائجها بشفافية للعالم ومحاسبة المقصرين والتعهد بعدم السماح بتكرار مثل هذه الحوادث.