أضاف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز نقطة مضيئة أخرى لسجل حافل برعاية الحجاج والسهر على أمنهم وراحتهم وهو يأمر بمراجعة خطط الحج بعد الحادث الأليم الذي وقع في منى خلال تأدية الفريضة. ففي المراجعة التي أمر بها، وشروع الحكومة السعودية في تحقيق شفاف بالحادث ما يكفي من شواهد حزم، ودروس مكاشفة ووضوح، ودلالات حرص على الارتقاء بخدمة الحجيج، وضع أساساتها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود مع بدايات تأسيس المملكة، وواصلت سلالته المباركة البناء عليها، لتصبح صرحا شامخا بشهادة القاصي والداني، عصي على المغرضين ونهازي الفرص، الذين اعتادوا قذف الأشجار الوارفة بالحجارة. بقيت خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما طريقا لمرضاة الباري عز وجل، سار عليه الملك المؤسس وسلالته، حاملين الأمانة التي تنوء تحت ثقلها الجبال، شعارهم ابتكارات سقفها السماء، وابداعات بلا حدود، يتابعها اصحاب الضمائر الحية بالرضا والعرفان، وتتعب الألسنة في الحديث عنها. واصلت مملكة الخير سباقها مع الزمن لاتاحة فرصة أداء الفريضة أمام أكبر عدد من الحجيج بأمن وأمان وأقصى ما يمكن توفيره من رفاهية تليق بضيوف الرحمن القادمين من شتى بقاع الأرض. مرت توسعة الحرمين الشريفين بأكثر من مرحلة تلبية لحاجات ملحة أملتها زيادات اعداد الراغبين باداء الفريضة لتتحول التوسعات الى مسيرة تواكب تكاثر الذين يباهي بهم سيد المرسلين الأمم يوم القيامة. أعيد بناء مساجد المدينة المنورة وعرفة والمزدلفة لتبقى إلى ما شاء الله منارات هدى لكل بني البشر، وانتشر الدعاة والعلماء والمطبوعات بكل اللغات في تلك الرحاب المباركة لتوضيح تعاليم الدين الحنيف. واكب الاعتناء بدور العبادة في أطهر بقاع الأرض تجديد دائم للبنى التحتية لتكون قادرة على خدمة الأعداد الهائلة من المؤمنين خلال رحلة خشوعهم للعلي القدير، اخترقت الأنفاق الجبال، وامتدت شبكات الطرق السريعة، وانتشرت الاستراحات، وبقيت إتاحة الأمن والأمان للحجيج و تحسين وسائل تنقلاتهم خلال ادائهم الفريضة محل اجتهاد الذين تلقوا توجيهات وصل الليل بالنهار لخدمة ضيوف الرحمن . بخطى ثابتة ممنهجة تخط القيادة السعودية كل عام صفحات جديدة من تجربة رعاية المقدسات وزوارها الآتين من كل فج عميق، مؤمنة بواجبها تجاه الخالق وعباده المؤمنين، دون اكتراث لمحاولات استغلال حدث أليم، في تصفية حسابات سياسية عابرة. بارك اله بالسعودية ملكاً وقيادةً وشعباً وحفظهم من كل سوء وشر ومكروه.
- فيصل الحمود الصباح