خادم الحرمين يبذل الغالي والنفيس تجاه ضيوف الرحمن ">
القاهرة - سجى عارف:
تقدم المستشار عبد العاطي الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية - السعودية رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق بخالص التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة حكومةً وشعباً وللأمة الإسلامية بخالص التعازي في ضحايا عملية التدافع بمشعر منى ونحسبهم عند الله من الشهداء.
وقال في تصريح خاص لـ(الجزيرة) إن الجهود التي تقدمها المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين خدمات قد يعجز عن وصفها اللسان.. خدمات تجل عن الوصف والبيان هي جهود جبارة لا تكاد تراها في أي مكان آخر، والجميل أنه لأول مرة في تاريخ البشرية تجد ملوكاً يخلعون عن أنفسهم عباءة وصفات الملك ويصفون أنفسهم بالخدام ويعكفون على خدمة المكان وخدمة البشر ويبذلون الغالي والنفيس لراحة الزوار ويخدمونهم بكل ما تعنيه كلمة الخدمة من معانٍ، فتراهم يقضون الشهور في التجهيزات لاستقبال هؤلاء الضيوف خلال أيام الحج، كما ويبادلهم الضيوف مشاعر الحب والامتنان ويستقر في قلوب ضيوف الرحمن معنى جميل عندما تطأ أقدامهم أرض المملكة، وهو أن المملكة كلها في خدمته قولاً وفعلاً، وتجدهم يصفون خدماتها باللا محدودة.. الخدمات التي تتجاوز حدود مخيّلاتهم فلا تجد بلداً تقوم على خدمة ضيوفها كما تفعل المملكة مع ضيوف الرحمن، وأي إنسان يشكك في هذه الخدمات المقدمة أو أداء المملكة تجاه ضيوف الرحمن هو إنسان غير عاقل وجاهل، فقد تخلى عنه العقل لأن ما تقدمه المملكة واضح لكل من له عين بدءاً من خادم الحرمين الشريفين، وانتهاءً بكل فرد من أفراد شعب المملكة، فجميعهم يعتبرون أنفسهم خداماً للحرمين الشريفين وللحجاج والمعتمرين، وكذلك أي ضيف من ضيوف الرحمن حينما يحل ضيفاً بالمملكة لا يتصور أنه غريب، إنما يدرك إحساساً أنه الوحيد الذي يحظى برعاية من المملكة كلها ويدرك أنه ليس غريباً، بل إنه بين أهله وفي وطنه وعشيرته.. هذا الإحساس لا يجده أي شخص مسافر لأي بلد آخر في العالم ولا حتى في بلده هو، فهو يشعر بأمن وأمان ومشاعر رائعة لا يدركها في بلده إنما فقط في الأرض المقدسة في المملكة العربية السعودية، ومن هنا أُؤكد أن أي إنسان يُشكك في هذه الخدمات التي تقدمها المملكة هو إنسان يخلو من العقل والاتزان، وعن الهجمات الموجهة ضد المملكة يصفها بالخروف ذي القرنين الذي يحاول أن يقسم صخرة إلى نصفين فلا الصخرة ستنقسم ولا هو سوف يسلم من أذية نفسه، فقرناه سيتكسران فهي محاولة يائسة منه ويقول إن الحملة الكيدية التي توجهها بعض الدول ضد المملكة ما هي إلا محاولات بائسة لن يلتفت لها أحد، فالمملكة كالصخر الراسخ والجبل الراسخ لن تناله الرياح، فالجبل يبقى ثابتاً وعالياً وهؤلاء سفهاء لا يجب الرد عليهم، فالمسؤولون في المملكة العربية السعودية يلتزمون بقوله تعالى: {وَإِذَا خَاطبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}.. فخادم الحرمين يعلم أن مثل هذه الصغائر لا يجوز الرد عليها، لأنها تصدر عن الجهلاء. وعن أحداث تدافع منى يقول الشافعي لـ(الجزيرة): أنا أُحمّل مسؤولية ما حدث بمنى للدول الإسلامية التي ترسل حجاجها ومعهم أميتهم الدينية لا يعلمون شيئاً عن الشعائر الدينية، ولا يعرفون شيئاً عن أصول الحج والعمرة، ولا يعرفون شيئاً عن أخلاقيات الإنسان المسلم وتعامله مع أخيه في مثل هذا الزحام، لذلك أصفهم بالأمية الدينية لذا على كل دولة تثقيف وتعليم حجاجها قبل إرسالهم للمملكة، وهنا أُوضح أن أحد أهم أهداف جمعية الصداقة المصرية - السعودية هي تثقيف المعتمرين قبل ذهابهم لأداء العمرة في المملكة، وأن نعلمهم الشعائر والأخلاقيات الدينية لأداء فريضتهم بشكل صحيح، لذلك أُطالب بتثقيف الحجاج والمعتمرين ثقافة دينية كاملة ونعلمهم دينهم بشكل صحيح والتزامهم بقوانين وأنظمة وتعليمات المملكة، لذلك لا مسؤولية على المملكة.. المسئولية تتحمّلها كاملة الدول التي لم تسع لتثقيف وتدريب حجاجها قبل إرسالهم للحج، والمملكة مشكورة قد طوعت الخدمات التي يحتاجها الحجاج كافة والأمن والسلامة والراحة لكل الحجاج، لكن الخطأ كان سوء تصرف من بعض الحجيج، لذلك أقول إن المملكة أدت دورها بالكامل تجاه ضيوف الرحمن، بل الأكثر من ذلك أيضاً بعشرات الأضعاف والمطلوب منها التنبيه على سفاراتها في كل الدول بعمل اختبارات للحاج تثبت قدرته ومقدرته على أداء الحج ملتزماً بأخلاقيات الإسلام مراعياً لشعائر الحج الدينية، فلا تعطى التأشيرة إلا لمن يتقن مهارة وثقافة وأخلاقيات الحج والعمرة وأخلاقيات التعامل مع أخيه المسلم. واختتم المستشار الشافعي تصريحه قائلاً: يا خادم الحرمين الشريفين أنت حكيم الأمتين العربية والإسلامية.. لا تلتفت لهذه الصغائر من القول ولهؤلاء الجهلاء من القوم، فأنت كالجبل الراسخ لا تؤثر فيه الرياح العاتية، وما تقدمه من خدمات للحرمين الشريفين وللحجاج والمعتمرين لا يجازيك عنه إلا رب العالمين الذي يقول: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.