اتفاق دولي بأن الأسد لن يكون جزءا من مستقبل سوريا ">
عواصم - وكالات:
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة تنظيم داعش وإنقاذ حليفه الرئيس بشار الأسد، وذلك عشية اجتماع حاسم في نيويورك مع نظيره الاميركي باراك اوباما. وبدأت روسيا هجوما دبلوماسيا وعسكريا على المسار السوري، وهي استراتيجية سيعمل زعيم الكرملين على توضيحها اليوم امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وفي مقابلة مع قناة سي بي اس الاميركية بثت الاحد لكن تم تسجيلها قبل ايام قال بوتين «اقترحنا التعاون مع دول المنطقة. نحاول التوصل إلى نوع من التنسيق». واوضح «نرغب في ارضية مشتركة لعمل جماعي ضد الإرهابيين».
وسيلقي الرئيس الروسي كلمة اليوم أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، بعد ان قاطع اعمالها لسنوات. ومن المتوقع ان يستعرض خطته لسوريا، ولا سيما بناء تحالف أوسع يشارك فيه الجيش السوري. كما سيجتمع في اليوم ذاته بالرئيس الاميركي باراك اوباما في أول لقاء منذ صيف 2013. وتحضيرا لهذا اللقاء الحاسم، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الاميركي جون كيري، الاحد في نيويورك ودعا الاثنان الى «تنسيق الجهود» ضد تنظيم داعش. وواشنطن التي تطالب برحيل الأسد ضمن اطار حل سياسي، اعتمدت الليونة في مواقفها فاعترف كيري قبل اسبوع ان مسالة بقاء الرئيس الأسد قابلة للتفاوض. لكن الدبلوماسية الاميركية نددت مرة اخرى بـ«الديكتاتور» الأسد.
من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاحد الى اجراء محادثات حول مرحلة انتقالية في سوريا. واكدت بريطانيا انه من غير الضروري تنحي الرئيس السوري بشار الأسد فورا عن السلطة في اطار اي اتفاق سياسي يتم التوصل اليه. وصرح كاميرون للصحافيين على متن الطائرة اثناء رحلته الى نيويورك «لا يمكن ان يكون الأسد جزء من مستقبل سوريا. فقد ذبح شعبه. وساعد على خلق هذا النزاع وازمة المهاجرين هذه. وهو من اكبر الاشخاص الذين جندوا تنظيم داعش»، واضاف «لا يمكنه ان يلعب دورا في مستقبل سوريا وهذا الموقف لم يتغير».
من ناحية اخرى قال مسؤول فرنسي إن الرئيس فرانسوا هولاند أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني الأحد أن بوسع طهران تسهيل التوصل لحل سياسي في سوريا لكن لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يكون جزءا منه. وأضاف المسؤول «إيران لاعب (في المنطقة) لكن بوسعها أيضا تسهيل الأمور. قال (هولاند) إن مسألة الأسد لا يمكن طرحها كحل».
وعلى الصعيد الميداني شنت فرنسا امس أولى ضرباتها الجوية في سوريا ودمرت خلالها معسكر تدريب تابع لتنظيم داعش في شرق البلاد بغرض منع التنظيم من شن هجمات ضد المصالح الفرنسية وحماية المدنيين السوريين. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للصحفيين «إن ست مقاتلات دمرت أهدافا قرب دير الزور وإن عمليات أخرى قد تنفذ في الأسابيع المقبلة لحماية فرنسا والمدنيين السوريين».
من جانب آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اثنين من مقاتلي المعارضة المصابين نقلا إلى لبنان الأحد من بلدة سورية يحاصرها مقاتلون موالون للقوات الحكومية في أول مؤشر على تنفيذ اتفاق محلي لوقف إطلاق النار. وأضاف المرصد الذي مقره في بريطانيا أن من المتوقع تنفيذ عملية إجلاء أوسع نطاقا اليوم الاثنين. وانتهك وقف إطلاق النار في إدلب خلال الليل للمرة الأولى منذ توقف الاشتباكات قبل ما يقرب من أسبوع. ووفقا للمرصد السوري فإن القوات الحكومية ألقت براميل متفجرة على قرية تقع داخل منطقة وقف إطلاق النار فقتلت خمسة أشخاص.