إبراهيم الطاسان ">
الاستثناء من العداوة، استثناء معين بالتخصيص للمتقين. والتقوى واقية من العداوة، فالمتقي يقي نفسه بالتقوى من عذاب الله، من أن يعادي أو يخون أو يتأمر من أجل الدنيا وما فيها. إلا فيما كان له من حق مشروع لا شبهة فيه. يتمثل المعنى في السلوك البشري، حينما تكون الخلة من أجل حق مزعوم لا يقوم له الدليل ولا تستقيم له الحجة، فتتنازع عليه الخصوم بما يورث العداوة والبغضاء بين الأخلاء. ومثله الناطق بحال الواقع الحوثي وعلي صالح. استحكمت عداوتهم بست حروب اختلط غبارها بالدم حيناً، وبالخيانة أحياناً، وسطرت خلالها ملاحم من القدح والذم والشتم واللعن والتجريج في مدوناتهم الخطابية والشعرية، فصيحة، وحمينية، المقرؤ منه والمكتوب.
كل ذلك من أجل حق مزعوم لا يملك أي منهما وزن قطمير من الدليل عليه، وحينما انبرى للحق أهله، تآخى العدوان لدرجة الخلة «الخليل هو من تخللت مودته دمك» في سبيل التصدي لأهل الحق دون حقهم، ولما لم يكن من سبيل موصل، وأدركوا أن سفينتهم غارقة، رغم ما جندوا من جنود الإعلام المأجور، والأقلام الرخيصة، والألسنة البذئية، والجهلاء المجهولين بانتسابهم لمناير التحليل والحور السياسي والعسكري، ومقدرات الدولة من مخزون السلاح المجمع على مدى ثلاثين سنة، بدؤه من حيث بدؤه أول مرة، بعداوة كانت مؤجلة لحين نصرهم الذي أملوه وهو «أمل إبليس بالجنة» ولكن واقع الحال لم يمهل إعلان العداوة والبغضاء بينهم لحينها المقرر في مخطط كل منهما للآخر، فسالت مسارب دم عناصر الإرهاب الحوثي ومليشيات على عبدالله صالح، وهو ما يذكرنا بمعنى المثل العربي «أول الغيث قطر ثم ينهمر» لأن العلاقة بينهما ليست علاقة تقوى، إنما علاقة العداوة والبغضاء مغلفة بالمودة والموالاة، ومن جانب الحوثي المؤتم بإمامة الولي الفقيه، تكون تقية. والتقية في معناها الفقهي عند الأمامية الاتقاء بالكذب بإخفاء وجه الحقيقة. الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو.. مجرد تطهير تعز وذمار، وقطع الطريقين الحديدة صنعاء، والحديدة ضوران آنس. ستضطرم نار العداوة بينهم وسيتساقطون كالأوراق اليابسة فيها حتى يختلط رمادهم. وسننتظر ماذا ستقول عنهم أفواه مذيعيهم وأقلام إعلامييهم، وكتابهم ومثقفيهم، وبذاتهم ألسنة معتوهيهم.