عبدالعزيز محمد الروضان ">
إني لأعجب كل العجب من نصب هذا العداء الموجه لبلادنا العزيزة من قبل بعض المنظمات والهيئات والأفراد الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة!! إن منبع هذا العداء الموجه لبلادنا من قبل أولئك هو الحسد والغل والكمد والضغينة ولا نعرف سببًا آخر فيذكر.. أن الحسد والغل آفة إنسانية تنخر في مضامين الدين وجسد منظومة الأخلاق.. وإذا كان هؤلاء يتربصون بنا الدوائر فهيهات لهم ثم هيهات أن ينالوا شيئًا من لحمة هذا الوطن وتماسكه والنيل من مقدراته المنظورة وغير المنظورة. إن الله تعالى قد قطع الطريق على كل متربص بإنسان كيانه مرتبط برب هذا الكون قال تعالى: {مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ أن اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، هذا وعيد من الله للذين يتنكبون صراطه المستقيم بممارسة تلك الصفات.. إذا فلن يخلُص إلى مؤمن أي أذى طالما أنه يتلمس رضى خالقه. إننا إذا أردنا أن نميط اللثام عن تلك الأسباب التي جعلت المغرضين لهذه البلاد العزيزة يكيلون لها صنوف الغل والحقد والحسد، لم نجد شيئًا إلا أن الله تعالى قد امتن على هذه البلاد بنعم مدرارًا وأمن شاهده أولي الأبصار. وما كان هذا ليتأتى لهذه البلاد إلا بمعرفتها بصاحب هذه النعم وهو الله تعالى. فنحن في هذه البلاد العزيزة، نِعم الله علينا تترى آناء الليل وكل النهار وما هذا إلا فضل من الله. وإن الإيغال في الحسد والغل وتربية الضغينة والوجه القبيح الموجهة لبلادنا هو لكون هذه البلاد المباركة تقطف ثمار إيمانها إيمانًا كان بالأمس وإيمانًا باليوم وفي الغد إن شاء الله، وإيماننا هذا هو شكر الله المنعم علينا. وإذا كانت بلادنا تسير على هذا النهج وهو الاعتراف بنعم الله فلن يزيدنا حسد الحاسد وكيد الكائد سوى المزيد من الخير والنعيم. ليس لأننا كاملون ولا يعترينا نقص فالكمال لله وحده، ولكننا ولاة أمرنا وأيم الله يشتغلون على التمام النسبي، وإن الله تعالى إذا شُكر على نعمة كبيرة تجاوز عن سيئة صغيرة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. إن موقف الأعداء من سيرتنا ومسيرتنا ونجاحاتنا قد أحسنوا بذلك إلينا من حيث لا يشعرون فهم ينقبون عن قصورنا ونحن نشتغل على محوها. ولله در الشاعر العربي حيث شخص موقف أعدائه منه وأن لهم عليه فضلاً فقال:
أعدائي لهم على فضل ومنة
فلا أعدم الله عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
إن موقف الأعداء منا ما هو إلا هباء منثور بحول من الله وقوة وإلا فهم يكنون في صدورهم قوله تعالى: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أعداء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} إذا كانت بلادي تثمن قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..} فإن شاء الله لن يثقفنا الأعداء.