العقيل: خطة الشؤون الإسلامية للتوعية جعلت رحلة الحج مطابقة للمنهج النبوي وخالية من المخالفات الشرعية ">
جدة - عبدالقادر حسين:
خصصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خمسة ملايين رسالة إرشادية بريدية قصيرة لتوجيه الحجاج وتعليمهم أحكام الحج والعمرة في أوقات مختلفة، في إطار توظيف خدمة الرسائل النصية عبر خدمة رسائل الهاتف الجوال في برامجها التوعوية الإرشادية الموجهة والمخصصة لضيوف الرحمن، من خلال الوسائل التقنية الهادفة لتوعية الحجاج بالتنسيق مع شركة الاتصالات السعودية.
وأوضح المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج، الشيخ طلال العقيل، أن تلك الرسائل تم إعدادها وصياغتها بعناية فائقة لدعم الجوانب المعلوماتية لدى الحجاج للإسهام في بث المعلومات الضرورية التي تحد من الوقوع في المخالفات الشرعية والنظامية، والتذكير بما ينبغي معرفته من معلومات وردت في الكتاب والسُّنة.
وأكد العقيل أن خطة الوزارة تضمنت أن تسعى جميع الوكالات والفروع والإدارات واللجان لتكون قريبة من الحاج في كل خطواته وتنقلاته في رحلة الحج؛ ليكون دعاة التوعية في الحج داعمين في أقوالهم وأفعالهم لجوانب التيسير والتبسيط والاستقرار؛ ولذلك كان المنهج الرئيسي لخطة التوعية في الحج استخدام الوسائل الجديدة والمفيدة لتصبح رحلة الحج بعيدة عن التعقيدات وخالية من المخالفات الشرعية والنظامية، ومطابقة للمنهج النبوي المبني على حديث «افعل ولا حرج»، وهو حديث عظيم، وهدف أساسي ضمن منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، الذي يصر ويوجه ويؤكد من خلال متابعته الدائمة لجميع مراحل تنفيذ الخطة أهمية رفع القدرات والطاقات لخدمات التوعية الإسلامية في الحج؛ ليستفيد منها الحجاج دون عناء، وأن تصبح وسائل وبرامج الشرح للمناسك برؤية عصرية وبرامج متعددة من خلال تطوير العمل الإعلامي الموجَّه لضيوف الرحمن، وهو ضمن جهود المملكة لتوعية الحجاج وإرشادهم بالتنسيق والتعاون مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة لإيصال الرسائل الإرشادية بالشكل المطلوب والمتميز. وأضاف العقيل بأن الوزارة تمكنت من استخدام وسائل الإعلام والإعلان والاتصال لإيصال رسائلها الإرشادية وبرامجها الموجَّهة لتوعية الحجاج وفق منظومة متكاملة من البرامج المدروسة. ولتحقيق ذلك سخرت جميع إمكاناتها ومنسوبيها لخدمة وتوعية ضيوف الرحمن وإرشادهم، وقامت بتكليف آلاف الدعاة والمترجمين والإداريين والمهندسين، وكلفت عدداً كبيراً من اللجان لتنفيذ خطة التوعية بأكثر من اثنتين وثلاثين لغة عالمية. وثمّن العقيل في ختام حديثه الجهود الكبيرة التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لخدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل أداء نسكهم، وتوفير الإمكانات الملموسة والكبيرة لتمكين الحجاج من أداء حجهم، وليعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وعمل صالح متقبل وذنب مغفور بإذن الله تعالى. مشيراً إلى أن الخدمات الدعوية التي تقوم بها الوزارة جزءٌ لا يتجزأ من الجهود الكبيرة والعظيمة التي تبنتها الدولة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين منذ أن تأسست في عهد الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - حتى اليوم في هذا العهد الزاهر الميمون، في ظل التوجيه والمتابعة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأين وولي ولي العهد المسدَّدَيْن. وأعرب العقيل في ختام تصريحه عن سعادته بوجود ضيوف الرحمن في أجمل بلاد الدنيا، في ربوع مكة المكرمة وجوار المسجد الحرام والبلد الأمين والكعبة المشرفة بجوار البيت العتيق، وهم ينعمون بالطمأنينة والراحة والسكينة، وتُقدِّم لهم جميع قطاعات الدولة جميع الخدمات المباركة والرعاية الكريمة التي تشرفت حكومة المملكة بالقيام بها طاعة لله وطلباً لعفوه ورضوانه. سائلاً الله تعالى أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، وأن يوفق الحجاج لأداء المناسك في يسر وأمان واستقرار، محذراً ضيوف الرحمن من ظاهرة افتراش الطرقات والشوارع والأرصفة؛ لما يترتب على ذلك من الخلل الكبير، وهو عمل مرفوض ومنبوذ وغير حضاري، يعكس صورة سلبية عن سلوك المسلم الصادق الأمين الوفي الأمين الكريم، وما يترتب على ذلك من الآثار غير المحمودة في النواحي الصحية والنظامية.
وأوضح الشيخ طلال العقيل أن التوعية الإسلامية في الحج دخلت منحى جديداً منذ استخدام «التوعية الذكية» بثماني لغات، مشيراً إلى أن الوزارة سخرت ستين قناة فضائية لبث برامج توعوية للحجاج، إضافة إلى أن شركات الطيران التي استلمت عدداً كبيراً من برامج التوعية لبثها للحجاج، وهناك الصحف والمجلات والإذاعات المختلفة. مبيناً أن خطة هذا العام تضمنت أربع مراحل مهمة في التوعية التي ينفذها 3000 مشارك من الدعاة والموظفين والمترجمين والمهندسين طيلة موسم الحج لهذا العام.
وبيّن أن الاستعدادات الأولى بدأت مع غرة رمضان، وتم خلالها طباعة الكتب، واختيار فريق العمل المناسب، واستخراج التصاريح اللازمة للتشغيل، وتجهيز المكاتب والمستودعات وأماكن تنفيذ الخطة، وتستمر حتى نهاية شوال. والثانية: مع بداية شهر ذي القعدة، واستقبال موظفي الوزارة الحجاج بالمطبوعات التي تهدَى إليهم سنوياً، مع وجود الدعاة والمترجمين الذين جُندوا للرد على استفسارات الحجاج بلغات متعددة ووسائل عصرية، ويتم فيها تشغيل المصليات ومراكز التوعية في جميع المواقيت والمنافذ الجوية والبرية والبحرية.
وأكد أن المرحلة الثالثة تنحصر في المشاعر المقدسة خلال الفترة من 8 - 13 ذي الحجة، ويتم فيها تنفيذ برنامج التوعية المباشرة في جميع المواقع التي يوجَد فيها الحجاج قبل وأثناء أدائهم المناسك في يوم التروية في منى، وعرفات، والمزدلفة، ثم بعد عودتهم مرة أخرى إلى منى؛ إذ يتولى أصحاب الفضيلة الدعاة والمترجمون جانب التوجيه والإرشاد لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة أثناء تنقلات الحجاج بين مكة المكرمة ومنى وعرفة والمشعر الحرام، ثم أثناء مبيتهم وبقائهم في منى للمبيت طوال ليالي أيام التشريق الثلاثة.
وكشف الشيخ طلال العقيل أن المرحلة الرابعة تكون بعد الحج، ويتم تنفيذها خلال الفترة من 14 ذي الحجة - 15 محرم، وتقدِّم لهم الدولة الهدايا من خلال الوزارة وهم في طريقهم إلى بلادهم، أبرزها هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف، ومجموعة كبيرة من المطبوعات الإرشادية التوعوية باثنتين وثلاثين لغة عالمية، يستفيد منها الحاج وأسرته في بلادهم، ويتم أيضاً توزيع أكثر من مليونَيْ شريط إرشادي صوتي، فيها الكثير من التوجيهات الإسلامية التي يحتاج إليها الحجاج، ويتم اختيارها وفق معايير مدروسة، تقوم وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي بإعدادها ونسخها وتصنيعها وتوزيعها على الحجاج القادمين والمغادرين. وتحظى عملية اختيار المطبوعات الإرشادية بعناية خاصة من معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، الذي يتابع ويوجه بصفة مستمرة بتسخير إمكانات الوزارة كافة لتنفيذ الخطة بدقة متناهية حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن.
وأضاف العقيل بأن الوزارة تنطلق في دعوتها للحجاج والمعتمرين من منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته، كما ورد في القرآن الكريم {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...}.
وعن الجديد في هذا العام قال العقيل: المتابع لمناشط التوعية سوف يلمس وجود تطور واضح في جميع البرامج الموجهة لتوعية الحجاج. وعلى سبيل المثال: ركزنا في هذا العام على إبراز مواضيع التيسير في الحج بوصفه ضرورة مهمة في هذا العصر، الذي تكثر فيه المتغيرات، ويكثر فيه الجهل بالأحكام، وركزنا على قاعدة «المشقة تجلب التيسير»، وعلى حديث «افعل ولا حرج» تطبيقاً ومفهوماً، وعلى استخدام وسائل التقنية والاتصالات، وعلى الناحية الإعلامية بأنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية، ونسقنا مع 100 قناة فضائية، ونجحت الوزارة في استخدام الإعلام بشكل احترافي، حتى أصبحنا بفضل الله تعالى المصدر الأول لبرامج توعية الحجاج على مستوى العالم الإسلامي. ولا ننسى وسائل النقل؛ فقد تم التنسيق مع عدد من شركات الطيران السعودية والمصرية والأردنية والإندونيسية والإمارات وطيران الخليج، وأهديناهم مجموعة من برامج المناسك بتسع لغات لتوعية الحجاج أثناء سفرهم إلى المملكة.
وعن خدمة الهاتف المجاني قال: تم في هذا العام إضافة خدمة مبتكرة برقم مجاني جديد، إضافة إلى الرقم السابق. وهذا الرقم هو 8002488888، وخُصص للرد الآلي لشرح المناسك بثماني لغات، وهي ما تسمى بالخدمة الذاتية أو التوعية الذكية، وقال: «ما زلنا نطوِّر في برامجنا وفي أداء الدعاة والمترجمين والموظفين، ونستفيد من الخبرات العالمية والتقنية لتحقيق توجيهات القيادة لخدمة الحاج على مدار الساعة».