لله الحمد من قبل ومن بعد أن دعا إبراهيم عليه السلام منذ القدم بأمن البلد وطمأنينته {ربِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا...}. هذا البلد الذي شهد أعرق الحضارات الإنسانية، ومنه انطلقت أعظم الرسالات الإيمانية من أجل تنوير الإنسان للسبيل القويم والنهج العظيم، فكانت كل مرحلة شاهدة على منجز حتى يومنا هذا.
إن واجب الشكر يحتم العمل السليم من أجل تحقيق الهدف الأسمى للوطن تجاه الإنسان في الداخل والخارج.. وكما جاد الشاعر بالقول:
وللأوطان في دم كل حر
يد سَلَفت ودَين مستحق
لقد دأب صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) على توظيف مقدراته البشرية والتقنية من أجل تنمية الكوادر الوطنية، وتطويرها في كل شبر من المملكة الغالية. وليس من قبيل الجسارة القول إننا في صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) نشعر بالغبطة والبهجة نظير إسهامنا بتوظيف ما يزيد على 711 ألف مواطناً ومواطنة في السنوات الخمس الأخيرة، وهو رقم يفوق أعداد السعوديين من الجنسين في القطاع الخاص بالمقارنة مع أي فترة مضت. وهذا الأمر يؤكد فاعلية التكامل بين البرامج التي تنفذها وزارة العمل ومؤسساتها الشقيقة.
وإننا في «هدف» ماضون قدماً في طرح برامج ومبادرات تواكب الحراكين الاقتصادي والمجتمعي في المملكة؛ وذلك من أجل تقويض البطالة من جهة، وتغذية سوق العمل بسواعد احترافية وطاقات مستدامة من جهة أخرى. وهذا جزء لا يتجزأ من استحقاق الوطن والمواطن على العاملين في «هدف». وإننا لنفخر بأداء رسالتنا، في إطار توجيه القيادة الحكيمة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، وعضديه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله وسدد خطاهما-.
إن التفكير المنسجم بين منظومة العمل وقطاعات متعددة ذات علاقة بقطاعي التوظيف والتدريب أثمر العديد من الحلول النوعية لتحديات جمة ومتعددة تواجه أبناءنا وبناتنا الراغبين في دخول معترك سوق العمل التي تشتد التنافسية فيها يوماً بعد آخر. ولقد أدرك القائمون على «هدف» الذي يقود مشروع تطوير الموارد البشرية في المملكة حجم المسؤولية الوطنية الملقاة عليهم؛ وهو ما استوجب معه استقطاب الكوادر الوطنية الكفؤة التي استلهمت مفاهيم الاحترافية المتشحة بالرغبة في العطاء للوطن والمواطن؛ ولذلك لم يألُ «هدف» جهداً في استقطاب الكفاءات وتطويرها للإفادة من معدنها الوطني الطيب ومعينها النقي.
وغير بعيد، فإنه في عام 2011 كان عدد السعوديين العاملين في هدف لا يتجاوز 350 شخصاً، واليوم تجاوز عددهم 850 مواطناً ومواطنة، إضافة إلى ما يقرب من 900 يعملون في مركزي الاتصال وخدمة العملاء، ونحو ألف سعودي وسعودية يعملون في مراكز التوظيف التي اشترط الصندوق على الشركات العالمية سعودتها بالكامل منذ اليوم الأول للتشغيل.
لله الحمد والمنة أن سخَّر البارئ أبناء بررة لهذا الوطن العظيم، يُخلصون القول والعمل، كلٌّ في موقعه، وبما أوتوا من قدرة؛ فهذا يداوي المرضى، وذلك يُدرس أبناءنا في محراب العِلم، وهذه يد على الزناد، وتلك تُعمّر في البلاد.
وكل عام ووطن الحزم والعزم بسؤدد ورخاء.
إبراهيم بن فهد آل معيقل - المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)