حين يحضر اليوم الوطني الخامس والثمانون متجسدا أمام نواظرنا في اليوم الأول من الميزان ومقولبا في كلمات منثورة وشعرية وصور ثابتة ومتحركة وهو الحاضر في كل لحظة، الثابت في عقول أبنائه المنقوش في قلوب محبيه، تتداعى الذكريات الجميلة بعبق الماضي التليد لتعيدنا لعصور مضت كنا فيها جماعات متفرقة متناحرة، ثم التأم شملنا بتوفيق الله ثم بجهود الملك عبدالعزيز ورجاله الأفذاذ ليبدأ مشروع البناء إنسانا ومكانا وتواصلت مسيرة العطاء بيد العظماء الذين حملوا الراية بعد المؤسس - طيب الله ثراه - لنعيش في هذا اليوم ساعات الفرح والنشوة وليحتضننا الحاضر بكل إنجازاته وإبداعات مهندسيه، بدءا بالمؤسس الذي أعطى الراية لخلفه الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله - رحمهم الله جميعا - كل منهم قد سطر بالذهب حروف إنجازاته حتى وصلت الراية إلى الملك سلمان - أيده الله وحفظه - الذي أكمل مسيرة العطاء ومازال النهر يجري رقراقا وسيستمر بإذن الله لتتراقص آمال المستقبل أمامنا في هذا اليوم، وتنسج لنا أحلاما ستتحقق ذات يوم لترفرف راية التوحيد عاليا وتعلو هامة وطننا لتعانق عنان السماء ويحصد وطننا قصب السبق في كل المجالات.
يأتي اليوم الوطني ليؤكد للعالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية هي قائدة العالم ورائدة الأمم، ولها في كل مكان أثر، ويعلن للدنيا بأن السعودية وطن السلام لكنها حين تستثار تجعل الصبر أول حلولها وضبط النفس دليلها ثم تسلك أودية الحوار فإن لم يُجْدِ ذلك نفعاً ولم يَعُد المعتدي لصوابه أصبحت وحشاً كاسراً تتقازم أمامه كل القامات، هذا وطني الذي أفخر به وأرجو له العزة والتمكين والتقدم والازدهار في كل المجالات وأرجو أن نستشعر الأمانة العظمى التي حملناها ونحافظ على مكانتنا وأن نسعى لمصاف العلياء يدا واحدة وعلينا أن ننبذ كل خلافاتنا ونتحلق حول قيادتنا وننطلق نحو الإبداع كلٌ في مجال اختصاصه.
اللهم احفظ ولاة أمرنا وأدم اللهم الأمن في وطننا واحمنا وكن لنا معيناً ومسددا.
صالح بن هادي الحباني - مدير أكاديمية الحرمين السعودية بجاكرتا