تطل علينا غرة الميزان من كل عام لتغادي التاريخ بإشراقة الحياة، وهي ليست مجرد حدث عابر أو تدوين حضور لزمن يتكرر مع تعاقب الأيام، بل فجر مشرق نستلهم منه العبر ونشحذ الهمم لبناء المستقبل.
لقد هيأ الله تعالى للقائد المظفر، والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيّب الله ثراه - من أسباب النصر والظفر والشجاعة والبسالة والحكمة والحنكة ما جعله يرمي النظر إلى حدود المستقبل، ليبصر بعين الخبير ما وراء الزمن وخارج إطار المكان، فاستنهض العزائم وجمع الشتات ولمَّ الفرقة وقرَّب التباعد ووحَّد الأمة في البلاد السعودية على كلمة الحق، وأجلى الظلام بعزة العدل ونصب ميزانه على شريعة الله وهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحوّل المجتمع من فصائل متناحرة إلى أمة متماسكة تبني صروح المجد وتعد للبناء والرقي والحضارة حتى أصبحت المملكة في طليعة دول العالم المتحضرة، وغدت منارة إشعاع فكري تطل على الأمم من شرفتها الباذخة بهامتها الشامخة، وقد حف الأمن حدودها وحرس الأمان ثغورها.
ليس اليوم الوطني مجرد ذكرى تمر عليها الأعوام بشروق شمس وغروبها، بل يوم أشرقت فيه الحياة بنورها على أمة ضربت مع الأمجاد موعداً، ولا تزال في موصول العز والسؤدد مع القادة الميامين، وصولاً إلى عهد ملك الحزم وقائد العزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -.. عشت يا وطني عزيزاً بدينك قوياً بالله شامخاً بقيادتك ناهضاً بشعبك، وأدامك الله مئزراً للإيمان وحصناً للأمان وقرة للأعيان وموئلاً لأفئدة المحبين في بقاع المسلمين ودرة في جبين العالمين.
مبارك بن عطا الله المورقي - محافظ محافظة بدر