إبراهيم الطاسان ">
الإنسان حينما يعتريه الشك فيما هو فيه، يعيش فى دوامة بين التفاؤل والتشاؤم من عاقبة يومه الذي قضى ومضى، فتغفو به لحظة ما بين الأمس المنقضي وغد آت لا محالة، الغد قد يكون آت على غيره ممن كتب لهم حياة الغد، وقد لا يكون منهم، فعمر الإنسان من الزمن فقط هي تلك اللحظة التي يدرك بحواسه أنه موجود. عمر الإنسان المنقضي بحكم الميت، وما يستقبله من الأيام وهو مدرك لوجوده بحواسه هي العمر الذي يجب أن يعيشه وفق ما خلق له {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فلا ينتظر لغد قد لا يأتي، ولا ييأس من أمس قد مضى. يعيش متمتعا بحظه من الدنيا، ومن متع الحياة ممارسة الفرح في مناسباته. وحين تتلازم مناسبات الفرح بعيد، ينبلج عنها فرح بعيد جديد، كعيد الفطر الذي لازمه عيد تحرير عدن، لينبلج عنه عيد متلازم لأعياد، عيد الاضحى المبارك، ويوم الحج الاكبر بوقوف الحجيج بمشعرعرفات مسبوقا بيوم التروية الذي في نهاره دخل الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة اليمن المؤقتة المحررة من رجس الحوثي، ونتن خيانة علي عبد الله صالح للشعب اليمني في مستقبله ومعاشه وتنميته، واقتصاده وماليته، فباع اليمن وشعبه بثمن بخس للأذناب الفرس ممن عاشوا وظلوا كخفافيش الكهوف لا يقتاتون إلا في الظلام، في سبيل كرسي ما دام لغيره من الصالحين المصلحين، ليدوم للفاسدين المفسدين من أمثاله. العيد الذي انبلجت أنواره عن عودة رئيس اليمن الشرعي، غابت شمس يومه ومعها غيبت شموس مستقبل أيام الحوثي ومن وراءه من الفرس، وعلى صالح وآماله. مدينة مدائن اليمن «تعز» مدينة الحب والجمال والدلال، والثقافة والأناقة، والرقة ولأصالة، فيها ولد صبر وعلت هامته زاهيا متعطرا بأريج فواح عليه ينثره مع ندى كل صباح وادي الضباب، وصنوة البركاني. هي كهيفاء تتمايل دلالا تجر إزارها. دمر الله من دمر أناقتها، وفرق تغاريد عصافيرها بملح باروده، ورصاص حقده، وسطوة الشياطين على نفسه. وما يدريك لعل عيد الأضحى ينبلج عن صبح أغربتحريرك يا غيداء اليمن. اللهم آمين.