بندر عبد الله السنيدي ">
ها نحن أمام عام دراسي جديد. الكل سبقوه بالاستعداد، ولملمة الأوراق وترتيب ما يخص الدراسة. فهذه الأسرة تشتري لأطفالها الملابس والمستلزمات المدرسية. وتلك العائلة تستعد لمباشرة العمل في المدرسة إذا كان ربة ورب الأسرة يعملون في التعليم. ولكن للأسف في كل عام يتناقل المجتمع السعودي مآسي وأحزاناً تتعلق بحوادث سيارات يذهب ضحيتها معلمات. فلا يخلو عام من الأعوام الدراسية إلا ونفجع جميعاً بمثل تلك الأخبار المأساوية. يتناقلها المجتمع السعودي بكل أطيافة، وينشر تلك الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التويتر الأشهر. مدعومة تلك الأخبار بصور لتلك الحوادث في كثير من الأحيان. ثم ما يلبث القاصي والداني الكبير والصغير الذكر والأنثى بالتعليق وإبداء وجهة نظره. فهذه تطالب بقيادة المرأة ، وتلك تطالب بتوفير وسائل نقل بضوابط وشروط، وذاك يطالب بنقل عمل المعلمات إلى مقار سكنهن. وكأن المناطق والهجر لا تحتاج إلى تعليم.
منذ فترة حدث حادث شنيع لمعلمات شمال الرياض على بعد مئة كيلو منه تابع لتعليم محافظة رماح الذي يبعد عن الرياض ما يقارب مئة كيلو. في الثاني عشر من شهر أغسطس للعام الحالي توفيت معلمة وأصيبت ثلاث أخريات في حادث مروري مروع على طريق الثمامة في الرياض. والقائمة تطول للحديث عن حوادث المعلمات بسبب تنقلهن إلى مقار عملهن.
وزير التعليم يؤكد بالأمس القريب على أنه سيعطي ملفات النقل وحوادث المعلمات عناية بالغة بعد أحد الاجتماعات مع مديري التعليم في مختلف مناطق المملكة. والحديث عن هذا الموضوع تطرق إليه الكثير من المهتمين بالعملية التعليمية من مفكرين وأدباء وأكاديمين. حتى عامة المجتمع شارك في إبداء وجهات النظر حيال الموضوع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. يكمن الحل لهذه المشكلة من خلال توفير شركات نقل يشترط عليها أن توفر أعلى معايير السلامة. ولكن لا أظن أحداً تطرق إلى طريقة الفصول الافتراضية أو ما يطلق عليها الفصول الالكترونية أو الفصول الذكية أو أحياناً ما تسمى الفصول التخيلية، في حين البعض يطلق عليها فصول الشبكة العالمية التي تكمن في توفير بيئة للتعليم المباشر أو غير المباشر. يمكن لهذه البيئة أن تكون معتمدة على الشبكة العنكبوتية تسند إلى برامج تتطلب التحميل و التثبيت. وكما هو الحال في الفصل العادي, يمكن للطالب في الفصول الافتراضية المشاركة والتفاعل مع الأستاذ أو الأستاذة في التعليمات المباشرة. وهي بلا شك من الأمور التي يجب أن نؤمن أن لها سلبيات وإيجابيات فمن ايجابياتها وهو الأهم سهولة الاستخدام والتعليم في أي وقت والتعليم الفردي والجماعي، كذلك التفاعل المستمر أما الميزة الأهم فهي الانخفاض الكبير في التكلفة. عوضاً عن تغطية عدد كبير من الطلاب في مناطق جغرافية مختلفة من خلال معلم أو معلمة واحدة.
من المميزات أيضاً توفير مكتبة رقمية كبير أو ما تسمى (digital libraries) لتكون مرجعاً مهماً للطالب. الأهم في ميزة الفصول الافتراضية هو امكانية تسجيل الدروس وإعادة مشاهدتها مرة أخرى. وكما ذكرت سابقاً فإن أي تجربة حياتية لا تخلو من السلبيات ومنها في مجال الفصول الافتراضية حيث من الضروري إلمام الطالب أو الطالبة بالقدرة على استخدام الحاسوب. وتوفير شبكة عنكبوتية لا أظن أن منزلاً من المنازل الآن يخلو منها أو منظومة تعليمية لا تتوافر فيها. السلبيات يمكن أن نتغلب عليها بما نملكه من إمكانات مادية ممتازة بتوفير دورات للمعلم والمعلمة للتعامل مع الفصول الافتراضية.
وهنا: أليس من المفترض توفير هذا النوع من الفصول للمعلمين والمعلمات الذين يقطعون مسافات كبيرة يومياً من أجل الوصول إلى مدارسهم. ويكون إجبارهم على زيارة المدارس بأقل عدد من الأيام في الأسبوع. لتجنب تلك الحوادث التي نفجع بها بين الفينة والأخرى.