الأمم المتحدة تحذر الدول وتؤكد أن تدفق اللاجئين مستمر ">
العواصم - وكالات:
قالت الامم المتحدة الجمعة إنها لا ترى أي تراجع في تدفق اللاجئين على أوروبا مع وصول ثمانية آلاف شخص يوميا وان المشاكل التي تواجهها الحكومات الآن قد تكون مجرد «قمة جبل الجليد». وقالت المجر التي تقع في مسار أكبر موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إنها تسعى للحصول على دعم لوقف تدفق قادم من كرواتيا بعد إغلاق حدودها مع صربيا ببناء سياج من الصلب ارتفاعه 3.5 متر. وقال أمين عوض المنسق الإقليمي بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحفيين في جنيف إن التحذيرات السابقة للمفوضية بشأن حجم المشكلة لم تؤخذ بجدية. وعن موجة اللجوء قال «لا أرى أنها ستنحسر أو ستتوقف. وإذا كانت مؤشرا على شيء فهي مؤشر على أن ما نشهده هو قمة جبل الجليد.» وتوقع دومينيك بارتش نائب المنسق الإنساني للأمم المتحدة في العراق أن يحتاج عشرة ملايين عراقي لمساعدات إنسانية بحلول نهاية العام حيث نزح بالفعل 3.2 مليون شخص عن منازلهم. وأضاف أن الأمم المتحدة تتأهب لاحتمال نزوح 500 ألف شخص من مدينة الموصل العراقية إذا ما شنت القوات العراقية هجوما لانتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم داعش. وتعهد زعماء الاتحاد الاوروبي بتخصيص مليار يورو (1.1 مليار دولار) على الاقل للاجئين السوريين في الشرق الاوسط وبتعاون أوثق لوقف تدفق المهاجرين الى أوروبا في قمة وصفت بأنها كانت أقل توترا مما كان يخشى بعد أسابيع من التشاحن. والعدد الاكبر من طالبي اللجوء الذين يصلون الى أوروبا هم من سوريا أو العراق وكثيرون منهم يستقلون قوارب متهالكة لعبور البحر المتوسط أو في رحلات خطرة مختبئين في شاحنات. من جانب آخر سعت كرواتيا الى تخفيف التوتر مع عدوتها السابقة صربيا الجمعة بعد تدخل المفوضية الاوروبية النافذة في نزاع مرير اثارته اسوأ ازمة هجرة تشهدها اوروبا منذ عقود. وفرض البلدان العدوان سابقا، قيودا متبادلة على حركة العبور عبر الحدود بسبب حركة الهجرة الضخمة التي تشهدها منطقة البلقان. واغلقت كرواتيا جميع معابرها الحدودية مع صربيا باستثناء واحد متهمة بلغراد بتحويل مسار كل المهاجرين، بتواطؤ مع المجر، الى حدودها ما يخلق وضعا يصعب ادارته. في بروكسل طلبت المفوضية الاوروبية «توضيحات عاجلة» من كرواتيا ما حدا برئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الى الاعلان انه يعتزم رفع قرار اغلاق الحدود مع صربيا. ومع تواصل عبور آلاف المهاجرين واللاجين في كرواتيا باتجاه شمال اوروبا اعلنت مقدونيا غير العضو في الاتحاد الاوروبي ان الشاحنات التي تحمل لوحات تسجيل مقدونية تأثرت كذلك بالقيود. وحذر نائب وزير الاقتصاد هريستيان ديليف من انه في حال عدم فتح الحدود قبل الثلاثاء فان مقدونيا وصربيا ودولا اخرى في مجموعة التجارة الحرة في اوروبا الوسطى «ستجتمع للتوصل الى حل». وأشارت الارقام الرسمية الى دخول حوالى 55 الف لاجئ كرواتيا في تسعة ايام من بينهم 8500 يوم الخميس وحده. وبينما أبدت حكومات مثل ألمانيا قدرا أكبر من الترحيب قاومت دول شرق أوروبا خطط تخصيص حصص للدول تحدد لها نسبة من اللاجئين. وقال رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان في فيينا انه بعد اقامة سياج من الصلب لمنع دخول اللاجئين من صربيا يدخل المهاجرون الآن عبر اليونان ودول البلقان من كرواتيا. من ناحية اخرى فقد أوردت وسائل الإعلام الفنلندية الجمعة أن متظاهرين رشقوا حافلة تقل مهاجرين بالحجارة وأطلقوا عليها مفرقعات نارية بينما كانت تنقلهم إلى مركز للاجئين في لاهتي بجنوب البلاد. ولوح ما بين 30 و40 متظاهرا بالأعلام وانهالوا بالسباب على ركاب الحافلة. وكان أحد المتظاهرين يرتدي رداء أبيض شبيها بزي أعضاء جماعة (كو كلوكس كلان) التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة. وقالت الحكومة في بيان «تدين الحكومة الفنلندية بشدة الاحتجاجات العنصرية التي نظمت ضد طالبي اللجوء الذين دخلوا البلاد.» وأضافت «العنف أو التهديد بالعنف يستحق الإدانة دائما.»