صدر مؤخراً كتاب (رفحاء) من تأليف الأستاذ مطر بن عايد العنزي «مدير مركز التدريب التربوي برفحاء»، ويأتي هذا الكتاب للتعريف بمحافظة رفحاء أكبر محافظات منطقة الحدود الشمالية، وذلك من نواحٍ عدة تاريخياً وجغرافياً وسكانياً واجتماعياً وسياحياً ومظاهر التطور التي شهدتها المحافظة منذ قيامها قبل ستة عقود.
الكتاب قُسم إلى ثمانية فصول، فجاء الفصل الأول بعنوان (رفحاء في أحضان الجغرافيا) فشمل موقع محافظة رفحاء وأهميته والحدود والبيئة الطبيعية والوضع الجيولوجي ومظاهر السطح والمناخ والتربة والموارد المائية والحياة الفطرية.
وخصص المؤلف الفصل الثاني عن (رفحاء التاريخ والنشأة) فتحدث عن التاريخ القديم والقبائل التي عاشت في المنطقة سابقاً قبل الإسلام والآثار المنتشرة على رقعة واسعة من محافظة رفحاء والمتمثلة بمحطات درب زبيدة وقصر الإمارة التاريخي بلينة والقرى التاريخية الأخرى في المحافظة.
كما شمل هذا الفصل الحوادث والمعارك التاريخية التي جرت على أرض رفحاء بدءاً من أيام العرب في الجاهلية وحتى المعارك التي جرت فترة توحيد البلاد على يد مؤسسها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، ثم عرج إلى تاريخ رفحاء الحديث بدءاً بنشأة المدينة وقصة التابلاين الذي كان عاملاً رئيساً في قيامها، وأثر خط التابلاين على الحياة في المنطقة من قيام المراكز السكانية وتوفر فرص العمل وحفر الآبار وتطور المواصلات.. وغير ذلك. وخصص المؤلف الفصل الثالث عن السكان والعمران في رفحاء وتحدث فيه عن تعداد السكان منذ نشأتها وقيامها كبلدة صغيرة وحتى الوقت الحاضر، أورد بعد ذلك التوقعات للنمو السكاني على المدى القريب والبعيد، كما تحدث عن التركيب الاجتماعي لسكان المحافظة.
وفي جانب العمران تحدث عن التطور العمراني الذي شهدته محافظة رفحاء على مدى ستين عاماً، وذكر بعض المعوقات التي تحد من النمو العمراني في بعض الجهات من المدينة.
كما جاء الحديث عن الحياة الاقتصادية في المحافظة وطبيعة الحياة الاقتصادية للسكان في السابق والتي كان عمادها الرعي والتنقل من مكان لآخر بحثاً عن الكلأ والماء للماشية وذلك فترة البداوة، ودور العقيلات وتجارتهم التي كانوا يحملونها معهم في رحلاتهم التجارية من بلاد الشام والعراق، إذ كانت قوافلهم تمر بقرى المحافظة في الذهاب والإياب، فأقامت فيها أسواقاً أنعشتها بضائعهم فترة من الزمن.
بعد ذلك تحدث المؤلف عن النشاط الاقتصادي الحديث والذي أعقب مد خط التابلاين وما أحدثه من تطورات اقتصادية وعمرانية شهدتها المنطقة برمتها ورعتها حكومتنا الرشيدة.
وتناول المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب المواصلات وما شهدته محافظة رفحاء من تطور في المواصلات البرية والجوية خلال فترة وجيزة من الزمن، فيُعد الخط الدولي الذي يصل المملكة وبلاد الخليج وببلاد الشام وما وراءها أهم الطرق البرية التي تقطع المحافظة، كما أن مدينة رفحاء شهدت تطوراً ملحوظاً في طرقها النافذة كشرايين إلى الكتل العمرانية، ويقع إلى الجنوب من رفحاء مطار أُسست نواته عام 1370هـ لخدمة العاملين في التابلاين وأصبح الآن مطاراً مكتمل الخدمات يخدم الأهالي في رحلاته الجوية داخل المملكة.
وجاء الفصل الخامس عن السياحة وعوامل الجذب السياحي في محافظة رفحاء والتي تتنوع أغراضها من سياحة العبور والسياحة البيئية وما تحتضنه من مواقع أثرية وتاريخية المتمثّلة بدرب زبيدة ومنشآته التي لا يزال بعضها في حالة جيدة.
وخصص المؤلف الفصل السادس عن العادات والتقاليد كالكرم والجلسات الشعبية وعادات الزواج واستقبال رمضان والأعياد والمناسبات الأخرى.. وغيرها، وتحدث المؤلف في الفصل السابع عن الخدمات الإدارية والعامة والتي هيأتها حكومتنا الرشيدة خدمة للمواطنين في رفحاء، مستعرضاً تاريخ تطور بعض الدوائر الحكومية في رفحاء، وأبرز المشاريع التنموية التي تدور رحى البناء في أرض رفحاء.
وجاء الفصل الثامن والأخير عن الزيارات الكريمة التي قام بها ولاة الأمر للمحافظة، لعل أشهرها زيارة الملك سعود يرحمه الله، وزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - (إبان ولايته للعهد) لمحافظة رفحاء.
الكتاب زودت فصوله بالصور الفوتوغرافية الاحترافية الحديثة وأخرى تاريخية، بالإضافة للعديد من الخرائط والجداول والأشكال التوضيحية، وقد سلك المؤلف في كتابه خطوات المنهج العلمي لجغرافية السياحة والمطبق عالمياً في دراسة الكثير من مدن العالم للتعريف بها، وحرص من خلال هذا المنهج على ربط الماضي بالحاضر في عرض شيق وبأسلوب يشد القارئ، الكتاب يُعد إضافة قيمة للمكتبة السعودية وعملاً موسوعياً لمحافظة رفحاء في مختلف التخصصات بذل فيه مؤلفه جهداً كبيراً، جاء في 198 صفحة من الحجم الكبير بإخراج وطباعة فاخرة.