عبدالعزيز صالح الصالح ">
يبذل المجلس البلدي دوراً مهما ًوبارزاً وفاعلاً في حياة أي أمة تعيش في أصقاع هذه المعمورة حيث إن الأعمال التي يقدمها المجلس البلدي للمواطن تعد جزءاً من حياته وتعزز البعد الإنساني في العمل البلدي إلى جانب دعمه ومؤازرة الجهات المعنية حتى يتسنى لها من ايجاد حلول لهذه المعضلات المتعددة التي تواجه إعضاء المجلس البلدي في كل مجال من مجالات الحياة وتحتاج إلى مساندة ومتابعة في حل هذه المعضلات وهذا ما دفع أعضاء المجلس إلى البحث والتنقيب عن حل لهذه المعوقات، ولهذا السبب أسندت الأمانة مهمة التقييم لهذه المشاريع الخدمية إلى المجالس البلدية في كل مدينة وقرية وحي إلى جانب طرح الحلول المناسبة التي تواجه الأمانة ويرجع الفضل بعد الله في دراسات ميدانية مستفيضة قامت بها الأمانة من قبل لكي يتم التخلص من كافة المعوقات التي تعيق كثيراً من المشاريع الخدمية مما جعلها تحدث عدد من المجالس البلدية في كافة انحاء بلادنا المترامية الاطراف علماً ان هذه المجالس ستسهم بمواقعها وحداثتها في ابراز الوجه الحضاري - بلا شك لمملكتنا الحبيبة والنهضة العمرانية والصناعية التي تشهدها هذه البلاد المباركة، حيث إن هذه المجالس تلقى اهتماماً واسعاً من قبل الجهات المعنية وكذلك الأعضاء المشاركين والمتابعين إيماناً منهم بأهمية تلك الأعمال التي يقومون على تنفيذها على السطح حيث ان اتخاذ القرارات المهمة والمناسبة من أبرز تطبيقات علم التنمية البشرية وتساعد كافة منسوبي المجلس على تحقيق أهدافهم المستقبلية وهو ما يحقق لهم الاستقلالية والاعتماد على الذات بشكل واضح المعالم، وهذه الصفة هي التي تجعل المرء يطور الامور الشخصية الخاصة به ومما يجعله يحمل نتائج قرارته تجاه الاحداث والمواقف والمشاهد التي تمر به من خلال عمله داخل قاعات المجالس كشخص معني بهذه القرارات لكي يستثمرها حتى تكون وسيلة يدفع بها إلى الأمام وليس العكس، وحينما يكون المرء مبادراً ومشاركاً تكون له مساحة كافية من الحرية الشخصية في اتخاذ كافة القرارات الملائمة والمناسبة؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان.
وهذه الاعمال التي تقوم على حرية الرأي لابد من إيجاد مواقف إيجابية حتى تتوافق مع ردود الأفعال الشخصية فالواجب على المرء بالذات او العضو المنتسب لهذه المجالس أن يتحلى بعدد من الصفات العالية فمنها أن يكون متواضعا هادئاً النفس لين العريكة دمث الاخلاق، وأن يكون مثالاً يحتذى به وليس مقلداً لغيره واضعا تلك الأعمال والبرامج المطروحة على الجهات المعنية ضمن أضيق دائرة له وضمن سيطرته هو ولا يحاول أن يسيطر عليها ولا يختلق الأعذار بدون عمل فالمرء لديه القوة والقدرة للمبادرة، وذلك من أجل اتخاذ كافة قرارته الشخصية والعاملون بتلك الأعمال فإنهم يملكون القدرة الفائقة على التحكم، وهذا ما يسمى بدائرة التأثير.
ومن أعمال هذه النقطة أن يقوم المرء بتحديد ما يقع في دائرته من إمكانات لا حصر لها وفق أدواته وطاقته واهتماماته وجهوده وبناء على ما ورد في كتابه الله الكريم {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } (286) سورة البقرة.
حيث إن العمل يعتبر روح الحياة؛ فإذا أتقن المرء عمله جاء عمله كروح مضافة لمسيرة حياته ليبني ويؤثر في مجريات الأحداث حيث تعود هذه الأعمال بالشعور بالحياة والسعادة، وقد أعطى الأمين الثقة لكثير من منتسبي هذه المجالس للعمل الواسع خلال ما استفادوا من المجالس السابقة. كما نتمنى من هؤلاء المشاركين بهذه المجالس الاطلاع على كافة الأعمال السابقة حتى يتسنى لهم إثراء خبراتهم العملية والمهنية فضلاً عن إسهاماتهم بتطوير الأداء البلدي علماً أن هذه المجالس بشكل عام ينتابها من الصعوبات والمعوقات والتحديات التي لا حصر لها.