عثمان المعمر ">
اعتلى بوتن السلطة في روسيا بعد سنوات طويلة قضاها على رأس هرم الكيجيبي (K.G.B)، وهو جهاز الاستخبارات الروسي، والذي يشبه إلى حد كبير نظيره الألماني في عهد الدكتاتور المغرور هتلر، والذي كان يُعرف باسم الجستابو، والمعروف عن أجهزة الاستخبارات في الدول الشيوعية والاشتراكية سابقاً، والدكتاتورية حالياً أنها أجهزة مُرفهة ومدلّعة من قِبل هذه الدول، وتكاد تكون دولاً داخل دولها ورؤساؤها لهم سطوة وحظوة ونفوذ قوي، وميزانيات كبيرة، وفي الداخل يقبضون على أنفاس المواطنين والمقيمين والزائرين ويخافهم رؤساء ومسؤولو دولهم، ويحاولون أن يلتقطوا أصوات دبيب النمل في مساكن مواطنيهم ومقار تواجدهم للدراسة أو العمل أو التّسوق وأن يحصوا عليهم أنفاسهم، أما فيما يتعلق بالخارج فهم ينشرون عملاءهم في الكثير من الدول للتجسس والتخريب، ونشر الفوضى وملاحقة المعارضين من مواطنيهم وخطفهم أو اغتيالهم، وهم على أتم الاستعداد لتأجير خدمات القبضة الحديدية لجهاز استخباراتهم لملاحقة معارضي بعض رؤساء الدول الدكتاتورية، كما أنهم متابعون بدقة لما يُنشر عن رؤسائهم ودولهم، وهناك خطوط حمراء لا يسمح بتجاوزها، وإلا فالمصير للصحفي والمصور والكاتب معروف سلفاً.
بوتن شرب هذه الخبرة وأدمنها، وعندما حان الوقت المناسب افترس السلطة الرئاسية في روسيا الاتحادية، وهو شخص ذكي، حيث عيونه وتعابير وجهه تُنبئك بالخبر اليقين.
وها هو بوتن الآن يسعى إلى اقتطاع جزء إستراتيجي من بلاد الشام وبناء أكبر قاعدة بحرية لروسيا في المياه الدافئة حلم قياصرة روسيا القديم، والذي تسيل له لعابهم ولكن هذا القصير الحديدي الجديد والمراوغ يريد تعويض خذلان روسيا الاتحادية الشيوعية في أفغانستان، ليحصل على مربع ذهبي لم يكن يحلم به أسلافه لولا أن الطاغية الصغير فشار القطو وحاميته إيران مع مخلب قط إيران حزب الشيطان والأحزاب الإيرانية والعراقية الصفوية والانكشاريين من بلاد القوقاز وأفغانستان، ومن المغرر بهم من دول آسيوية أخرى لما رأى هذا الدكتاتور الصغير والحقير أن بلاده التي أحرقها ولم يستطع حتى حكم جزء يسير منها سلّم مفاتيحها لمن هبّ ودبّ ليعيثوا فيها فساداً وانتقاماً ودفق سمهم الأسود الزعاف حقداً وحسداً على كل مسلم متبع لا مبتدع مثل فرس إيران الصفويين ومليشياته مثل فيلق القدس الكاذب وحزب الشيطان في لبنان والأحزاب الصفوية من إيران والعراق وداعش الحاقدة ومن صفَّ صفَّهم، ثم سلَّم الأمر والخيط والمخيط للدب الروسي الطامع منذ زمن سحيق في أن يجثم على هذه القطعة الإستراتيجية من الوطن الغالي، ليكتمل مسلسل تجنيس هذه الأرض الطاهرة، ولله في ذلك شأن وحكمة سبحانه.