التعليم من الكتاتيب إلى المدارس النظامية الحديثة ">
الدمام - عبير الزهراني:
حقق التعليم في المملكة العربية السعودية بشكل عام، منذ بدء تأسيسه بصورة نظامية عام 1344هـ، إنجازات كبيرة هي محل فخر واعتزاز لكل مواطن على هذه الأرض الغالية, وذلك بعد أن كان التعليم يعتمد في الغالب على الكتاتيب والتعليم البسيط بطرق بدائية، حيث ففي المنطقة الشرقية على سبيل المثال لقي التعليم اهتماماً كبيراً وافتتحت (الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية) ضمن العديد من الإدارات التعليمية بهدف الإشراف المباشر على تنفيذ السياسات والخطط والبرامج التربوية والتعليمية ومتابعة سيرهما والعمل على تطوير الإجراءات في إطار سياسة التعليم بالمملكة.
وبنظرة لتطور التعليم في المملكة فقد وفرت المملكة التعليم المجاني للجميع ونشر التعليم في جميع أنحاء الوطن، وارتفاع نسبة الملتحقين بالمرحلة الابتدائية إلى 99% من الفئة المستهدفة، بالإضافة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في فرص التعليم المتاحة وانخفاض نسبة الأمية بين الرجال والنساء.
ولقد كان تأسيس وزارة المعارف عام 1373هـ منعطفاً تاريخياً مهماً في مسيرة التربية والتعليم بالمملكة، وذلك عندما تم تحويل مديرية المعارف العمومية التي تم إنشاؤها بأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1344هـ إلى وزارة. إذ يعتبر تأسيسها في ذلك الوقت من أبرز مظاهر النهضة التعليمية الحديثة في البلاد, حيث أسندت مسؤولية هذا الجهاز الحيوي آنذاك لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله - كأول وزير للمعارف الذي لم يقتصر اهتمامه على تطوير جهاز الوزارة فحسب، بل امتد إلى تطوير وتحديث الأجهزة الإدارية بالمناطق حيث تم على أثرها افتتاح العديد من الإدارات التعليمية.
وفي ضوء ذلك التطور تبنت الوزارة في عام 1397هـ تجربة جديدة تم بموجبها رفع مستوى إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية إلى إدارة عامة ترتبط بها كل من إدارة تعليم الأحساء وإدارة تعليم الحدود الشمالية حيث دامت هذه التجربة لبضع سنوات ومن ثم تقرر فصل تعليم الحدود الشمالية عن تعليم الشرقية، أعقبه بعد ذلك فصل إدارة تعليم الأحساء في عام 1405هـ وربطهما بالوزارة مباشرةً واستمر الوضع كذلك حتى عام 1416هـ.
وتمشياً مع النظام الأساسي للمناطق فقد تم ربط إدارتا التعليم في الأحساء وحفر الباطن بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية ربطاً تنظيمياً وإنشاء مجلس التعليم بالمنطقة الشرقية الذي واكبه تطور كبير في الهيكل التنظيمي للإدارة العامة للتعليم تمثل في التوسع الأفقي والرأسي بإيجاد العديد من الإدارات والأقسام والوحدات التي من شأنها تسهيل المهام الإشرافية والإدارية وتقديم الخدمات للمستفيدين.
وسعياً إلى تحقيق الأهداف المرسومة جراء دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات وإلحاق جهازها الإداري وجميع مدارسها بوزارة التربية والتعليم، فقد بدأ الاشراف الفعلي على مدارس تعليم البنات بالمنطقة الشرقية مع بداية العام الدراسي 1432 / 1433هـ، لتصبح بعد ذلك (الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية) بقطاعيها (البنين والبنات) إدارة واحدة تواكب بذلك التطور الكبير الذي تشهده وزارة التربية والتعليم من خلال تنفيذ السياسات والخطط والبرامج الهادفة إلى الارتقاء بمستوى التربية والتعليم في المملكة وفقاً لتوجيهات وطموحات القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وفي الوقت الحاضر تسعى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية لتحقيق أهدافها العامة المتمثلة في المساهمة الفاعلة والمشاركة الإيجابية في تنفيذ سياسة التعليم بالمملكة وتحقيق أهداف العملية التعليمية وتنفيذ جميع الخطط والبرامج التربوية والتعليمية والإشراف عليها وتقويمها ومتابعتها، وتقديم جميع الخدمات المساندة للعملية التربوية والتعليمية. وبالتالي تطمح الإدارة أن تحقق كناتج نهائي تعليماً متميزاً من خلال إعداد أجيال من الطلبة والطالبات القادرين على الاستفادة من العلوم والمهارات والتقنيات التي حصلوا عليها من خلال دراستهم وتطبيقها والاستفادة منها في حياتهم العلمية والعملية وغرس التوجيهات الإيجابية والقيم الإسلامية ليكونوا بذلك مواطنين صالحين ومنتجين في مجتمعهم، كما تسعى الإدارة جاهدة وفقاً للإمكانات المادية والبشرية المتاحة لها من تطوير التعليم وبرامجه وتحسين البيئة التربوية والتعليمية، والتأكيد على جودة التعليم والخدمات التي تقدمها إلى جميع المستفيدين من الطلبة والطالبات البالغ عددهم عام 1434 / 1435هـ (421792) طالباً وطالبة ومن المعلمين والمعلمات (34042) معلماً ومعلمة بالإضافة إلى عدد (4625) إدارياً مساعداً وإداريةً مساعدة في 2199 مدرسة، وإلى أولياء الأمور وكافة مؤسسات المجتمع واضعة في الاعتبار التفاعل مع الجميع بكافة الوسائل والطرق ليكون لهم الدور المشارك في تحقيق أهداف التعليم وتطويره. كما تسعى الإدارة جاهدةً في العناية والاهتمام بتربية وتعليم الطلاب الموهوبين والمتفوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بتقديم البرامج التربوية والتعليمية والخدمات الخاصة من خلال المراكز المتخصصة بهم أو دمجهم في المراكز العادية.
ومن الأهداف الإستراتيجية التي تسعى لها الإدارة في تحسين البيئة المدرسية والمرافق التعليمية هي التوسع في إنشاء المباني والمجمعات المدرسية ذات الطابع الحديث وفقاً للخطط المعتمدة من قبل الوزارة التي تلبي احتياجات العملية التعليمية واستيعاب النمو، والعمل على رفع مستوى العاملين والعاملات من خلال عقد الندوات وورش العمل وإقامة الحلقات التدريبية، بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على المشاركة الفاعلة من خلال الاستثمار في المشاريع والمرافق التعليمية لتحسين وتطوير الخدمات التربوية والتعليمية في جميع مدن ومحافظات المنطقة أملاً في تحقيق الرؤى والأهداف المنشودة من خلال العمل بمقتضى الرسالة والقيم التي تعمل من أجلها الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية.