لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا يعرف قسوة مشاعر الاغتراب عن بلادنا المباركة إلا من خاض تجربة العيش خارج المملكة بعيداً عن الأهل والأصدقاء والأحبة.
ويعرف كل من اغترب أن مشاعر الحنين للوطن تزداد تأججاً في أيام بعينها مثل يوم العيد.. حتى أن كثيرا ممن تسمح لهم ظروفهم يعودون للبلاد لقضاء إجازة العيد في ربوع بلادنا الرحبة، متحملين في ذلك مشقة السفر لساعات طويلة وتكاليف مالية كبيرة.
وهذا العام تتزامن احتفالات المملكة بيومها الوطني مع احتفالات عيد الأضحى المبارك لتزداد مشاعر أبناء المملكة المغتربين خارج البلاد شوقاً وحنيناً، وهو الأمر الذي يشعر به أبناء المملكة المبتعثون للدراسة في كافة الجامعات الأوربية والأمريكية، ويسعون جاهدين لاستحضار أجواء الاحتفالات بيوم الوطن، وعيد الأضحى في أماكن تواجدهم، فتراهم يرتدون اللون الأخضر لون علم المملكة أو يتسابقون في إعداد الأطعمة الشعبية التي يكثر من تناولها في مثل هذه المناسبات السعيدة، كما يحرصون على الالتقاء والتجمع للاحتفال معاً بيوم الوطن في إعلان واضح رغم بساطته على اعتزازهم بالانتماء إلى هذا الكيان الراسخ المتين الذي أرسى دعائمه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وما أجمل أن ترى « الأخضر الخفاق» بين يدي أبناء العائلات السعودية في الخارج خلال احتفالاتهم الصغيرة بيوم الوطن كل عام.
وما أجمل أن تجد شباب المملكة من المبتعثين للدراسة في الخارج يتباهون بذلك اليوم ويشرحون لزملائهم من البلدان الأخرى أهمية ذلك اليوم المجيد في تاريخ المملكة، والذي يمثل نقطة انطلاق الدولة السعودية الحديثة نحو ما تنعم به الآن من أمن وازدهار ورخاء وما تحظى به من مكانة رفيعة على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، وقدرة كبيرة على التأثير الفاعل في صناعة القرار العالمي.
وما أجمل أن تجد الآباء وهم مازالوا في سن الشباب يشرحون لأطفالهم الصغار لماذا يحتفلون بهذا اليوم وسر فرحتهم به، وكيف أنه في هذا اليوم توج الملك المؤسس ملحمة توحيد البلاد ووضع أساس نهضتها.
والأكثر روعة أن مشاعر الحنين للوطن في يوم عرسه تتحول تدريجياً إلى تواصل نفسي مع الذكرى العطرة وتفكير في كل الدروس المستفادة المرتبطة بملحمة توحيد المملكة لتشكل هذه الحالة في مجملها عبارة (سعودي وأفتخر) نقولها لأنفسنا وأبنائنا وللآخرين ونحن نعي مسئوليتنا في الحفاظ على مكتسبات الوطن التي تحققت منذ ملحمة التوحيد، وهذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله.
سعودي وأفتخر نقولها في كل مكان ونحن ندرك أننا جميعاً مطالبون بالعمل والجهد لمواصلة مسيرة النهضة والتطلع لمستقبل أكثر ازدهاراً لأبنائنا الذين نحكي لهم عن يوم الوطن.
عبود بن علي آل زاحم - رئيسُ اللجنة الإعلامية والمتحدث الرسمي لاتحاد الأندية الطلابية السعودية بجامعات ولاية ميتشجن بالولايات المتحدة الأمريكية