عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
قال الله تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}، وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ..}، وغير هذا من الآيات الكريمة الأخرى التي أمر بها الله عز وجل عباده بذكره في هذه الشعائر والمناسك وغيرها من سائر العبادات العظيمة الأخرى، إذ تتجلى في شعائر ومناسك الحج الكبيرة كلها التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى كالطواف بالبيت العتيق والذبح والرمي والوقوف بعرفة وسائر المناسك الأخرى الكبيرة، إضافة إلى الأضاحي في العيد والعبادة في العشر من ذي الحجة، ونحو ذلك من القربات والعبادات التي كلها تعمل توحيدا واخلاصا لله عز وجل.. ففي هذه المناسك فإن الحاج دائماً يذكر الله عز وجل ويدعوه ويوحده أينما حل وارتحل، تراه يردد (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك..), وليس الشعارات والهتافات التي ليس هذا مكانها ولا زمانها!!، فإن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي أفضل التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له ومعناه: لا معبود بحق الا الله وحده دون سواه.. قال تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (162 البقرة).
قال تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (98 طه).
لهذه الكلمة المشرفة (لا إله إلا الله) كلمة السعادة والنجاة والفوز العظيم والتوحيد الخالص...) قال تعالى {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (2-3 الزمر)
ولا يتم الإخلاص لله تعالى في العبادة إلا بتوحيده و إفراده بالألوهية والربوبية ونفي الشرك، وقد سميت سورة {قُلْ هُواللهُ أَحَدُ} بسورة الإخلاص.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24 إبراهيم). أي كلمة التوحيد كشجرة طيبة الثمار كثيرة المنافع تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ، فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64 آل عمران)، كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوي على طرفي الإفراط والتفريط. قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} (48 النساء).. لا نجاة من عذاب الله إلا بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئاً دخل النار. صلى الله عليه وسلم، وهي دعوة الحج قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} (14 الرعد) وهي كلمة التوحيد، وقال ابن عباس رضي الله عنه هي (لا إله إلا الله)، ومعنى كونها له تعالى أنه شرعها وأمر بها، وجعل افتتاح الإسلام بها بحيث لا يقبل بدونها، فكلمة التوحيد هذه هي الأصل والأساس في توحيد الكلمة سواء بين المسلمين جمعاء. قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64 آل عمران).
كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوي العظيم.