الموضوعات الأكثر
المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب:
ضربت حاجة مصرية في الأربعينيات أجمل صور الوفاء والتقدير نحو زوجها الذي يعاني من شلل كلي وتكفلت بنقله ومرافقته ودفعه بعربة المعاقين في أرجاء المشاعر المقدسة برضا وسعادة غامرة. شدني تلاحم الزوجين وابتسامة لا تفارقهما.. قلت للزوج المقعد الحاج هادي: ها أنت الآن في المشاعر المقدسة مع ضيوف الرحمن.. فكيف وصلت؟ التفت أولاً نحو شريكة عمره، ثم أجاب سريعًا: الفضل لله أولاً ثم لهذه الأصيلة التي ترافقني وتدفعني أينما كنا وتوجهنا.. أنا أعمل في بقالة صغيرة امتلكها في صعيد مصر ودخلي محدود.. وفكرة الحج تراودني منذ سنوات ولكن ظروفي الصحية والمادية لم تمكنني..
وأضاف: لم يكن يشجعني ويشد من أزري سوى زوجتي أم أحمد وكانت دومًا تردد على مسامعي.. هادي دعنا نبدأ رحلة توفير التكاليف ونقتصد في مصاريفنا اليومية. وبالفعل أمضينا سبع سنوات كاملة نجمع قرابة الـ20 ألف جنيه وقدمنا أوراقنا لحجاج القرعة وابتسم الحظ لي وزوجتي الحنونة وتم قبولنا.. وها نحن معكم. الزوجة التي تفاخر كثيرًا بزوجها المعاق بدت سعيدة جدًا به وبأطفالها الأربعة الذين أنجبتهم منه وأكبرهم أحمد.. وقالت: الحمد لله الذي حقق أمنيتي بأداء الفريضة ودعت الأسرة الصغيرة وهممت ذاهبًا مع زميلي المصور.. ليستوقفني الزوج قائلاً: أشكروا الملك سلمان وحكومة المملكة على ما تقدمه للحجاج.
