اليوم الوطني الخامس والثمانون للمملكة يتجدد فيه العهد والوعـد والولاء لتراب هذا الوطن ولأمنه واستقراره، في وقفة تاريخية، مجسّداً للشعب السعودي ملحمة وطنية، فيزداد تمسكاً وتعاضداً.. معتزاً بدينه وعقيدته الإسلامية، يمضي أبناؤه قُدماً تحت راية الانتماء والالتفاف والولاء حول قيادته الرشـيدة، هذه الأمة التي أرسى دعائمها المؤسس الملك عـبد العـزيز بن عبد الرحمن آل سـعود، (طيب الله ثراه)،
على نهج الشريعة الإسلامية السمحة، متمسكاً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نهجاً وغاية، فوضع نهضة علمية تعليمية تنموية اجتماعية اقتصادية شـاملة، وقرأ المؤسس المستقبل، فأسس الوطن على قاعـدة أمنيـة تعتمد على تطبيق نهج الله، فجـعل الأمن والأمان في هذا الوطن نبراساً يضاهي به أفضل الدول والأمم، وأرسى دعائم الدولة الإسلامية الحديثة في كافة المجالات ومناحي الحياة، فارتكز على بناء المواطن وسلّحه بالعلم، وجعله محور اهتماماته، وأقام الهجر واستوطن أهالي الصحراء، وأمّن لهم كافة سبل الاستقرار والطمأنينة، ثم وضع أسس وقواعد الاقتصاد والتنمية، فسخّر موارد البترول في دعم التنمية التي سار عليها أبناؤه من بعـده حتى عهد الملك سلمان، فأوجـد قاعـدة اقتصادية في مختلف القطاعات والمجالات التنموية، فأنشـأ الصناديق الصناعية والزراعـية والعقارية جاعلاً من موارد البترول داعماً لها في بناء المدن الصناعية والاستثمارات الضـخمة لتعـود بالنفع والخير على الوطن والمواطن، فكانت عوائد هذه الاستثمارات الضخمة أحد أهم الروافد لموارد الدولة والاقتصاد الوطني، لحفظ اقتصاد المملكة على قوته على الرغم مما يجتاح العالم من تقلبات.
واقتصاد المملكة سبب جوهري في استقرار المنطقة والعالم، وانعكس ذلك في سياساتها الخارجية في المحافظة على توازن المنطقة سياسياً، فخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سـعود (حفظه الله) للولايات المتحدة أكد قوة الاقتصاد السعودي في مواجهة الأزمات وأنه يتمتع بمقومات يستطيع بها مواجهة الظروف الاقتصادية والأزمات الإقليمية والعالمية، والتغلب على التحديات التي يفرضها انخفاض أسعار النفط، وأن المملكة باعتبارها منتجاً رئيسياً للبترول تحرص على استقرار الاقتصاد العالمي.
كما أن الملك المفدى دعا الشركات الأمريكية إلى الاستثمار بفاعلية في المملكة، وأصدر (حفظه الله) توجيهاته إلى وزارة التجارة والصناعة، والهيئة العامة للاستثمار، بدراسة كل الأنظـمة التجارية والاستثمارية بغرض تسهيل عمل الشركات العالمية، وتقديم الحوافز بما يمكّنها من العمل مباشرة في الأسواق السعودية.. فهذه الخطوة التاريخية التي اتخذها خادم الحرمين الشـريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي بما يجعله يجابه كل التحديات الإقليمية والدولية ويدعم الأمن والاستقرار في المنطـقة، والتي تمثلت في نصر الشرعية في يمننا الشقيق، فلم يتوان في نصرة أشقائه في اليمن، ابتداءً من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل، وإنشاء مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني الشقيق، وإرسال أكثر من 14 طائرة إغاثة.
وها هي أيادي المملكة البيضاء تقدم دعمها لأبناء سوريا والعـراق ولبنان وليبيا ومصر وغيرها.
كما أن ذكرى اليوم الوطني الـ 85 تجسِّد أسمى معاني التلاحم والتعاضد والتآخي بين أطياف الشعب السعودي، الذي ينعم بالاستقرار والطمأنينة فحتى جريمة مسجد الطوارئ بعسير لا تزيدنا إلا ثباتاً على الحق وتمسكا بقيادتنا الرشـيدة ووحدتنا الوطنية.. فمرة أخرى تستهدف يد الإرهاب الآثمة المجرمة بالقتل والتخريب والتدمير والتفجير المساجد لتؤكد هذه العصابة الإرهابية المجرمة أنها خارجة عن تعاليم الدين الإسلامي القويم وأحكامه السمحة، ولا تراعي حرمة الدماء والأنفس والأموال، ولا حرمة المكان والمساجد، إن التفجير الإرهابي جريمة نكراء لا يقرها دين أو عقل أو خلق، وتأتي ضمن أكبر الجرائم التي حيكت ضد الوطن كافة، حيث إن ردة فعـل المجتمع محلياً وخارجياً جاءت مستنكرة لهذا العمل الغادر ومجـددة تأكيدها على الوقوف صفاً واحداً ويداً بيد ضـد أي عـمل تخريبي جبان يقصد به زعزعة أمننا واستقرارنا.. وزعزعة الأمن في هذا الوطن الغالي فمن الضروري نشر الوعي بين الشباب والتنبيه عليهم من الوقوع في يد تلك الفئات الضالة والشبهات التي يدعمها أعداء الله، فما من شـبهة إلا وكان لأعداء الإسلام لهم الدور الأكبر فيها، فإن الأنفس معصومة لا يجوز الاعتداء عليها تحت أي ذريعة كانت، كما بيّنه رسـول الله (صلى الله عليه وسـلم): «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم..»، فمن هنا وجب على الجميع من دعاة ومثقفين وأئمة تحذير المجتمع وتنبيه الأسرة إلى خطورة وسـائل الإعـلام التي تبث الفـتن وتحرض على القتل والتدمير وسفك الدماء وزهق الأرواح والإفساد في الأرض، والله لا يحب المفسدين.. كما أن من مهامهم ضرورة استشعار المسئولية اتجاه دينهم ثم وطنهم من عبث العابثين وفساد المفسدين وشبه المغرضين الحاقدين، وضرورة توجيه الشباب توجيهاً سليماً وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، صيانة لهم من الانحراف والانجراف وراء الأفكار الضالة، وبُعـداً عن الغلو والتطرف والطائفية من مكائد الأعداء.. فإن هذا الحدث الإجرامي لا يزيد هذه البلاد وقيادتها إلا صلابة وقوة وعزيمة وإراراً على محاربة هذا الفكر الضال الدخيل على بلادنا الطاهرة.. وإن ديننا الإسلامي جاء بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان، وشدد على أن بيوت الله لها حرمة، فلم تكن يوماً من الأيام مكاناً لسفك الدماء وإزهاق الأرواح، وأن صمود ووقوف المجتمع صفاً واحداً مع قيادته أام كل التحديات والمحاولات التي تهدف إلى زعزعة أمنه واستقراره، وبث بذور الفرقة بين أبنائه، حيث إن هذه الجريمة الغادرة لن تزيد الوطن وشعبه إلا ثباتاً وإصراراً وتماسكاً وتعاوناً لمواجهة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وفرحتنا هذا العام أفراح متعددة فرحة اليوم الوطني، وفرحة عيد الأضحى المبارك, وفرحة الانتصار العظيم على الظلم والطغيان في اليمن وعـودة الشرعية، لنسترجع في هذا اليوم البدايات الأولى على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود وتطـور هذا الوطن على يـد أبنائه من بعـده حتى وصل إلى ما وصل إليه من تطور وازدهار.. نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وأن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا وازدهارنا.. ونحن ننعـم تحت ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السـمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقد تحقق لنا كل الخير والازدهار، ومن نصر إلى نصر، ومن نجاح إلى نجاح، ومن إنجاز يتبع إنجازاً في كافة المجالات.
فهنيئاً لنا بهذه القيادة الرشيدة، وهذا الشعب الأبي.. فحمداً لله على نعمه وتوفيقـه.. فإلى المزيد من النجاحات والإنجازات للمحافظة على حضارة أمة وإنجازات شعب.
المهندس: قاسم بن عبد الغني الميمني - الرئيس التنفيذي.. إسمنت العربية - جدة