يطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي عام 1352هـ ذلك اليوم سيظل منقوشاً في ذاكرة التاريخ وفي فكر ووجدان كل مواطن ولم لا وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم. وتمر علينا هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا وبحنكته وبصيرته، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ وثوابته التي نستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه من الرقي والتقدم في الغد - إن شاء الله - وفي سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن.
عندما توحدت البلاد بعد جهود كبيرة ومضنية من العمل والحرص من جلالة المؤسس على تطبيق شرع الله تعالى والقضاء على ما كان سائداً في أرجاء البلاد من الجهل والتناحر والفوضى شهد الوطن منذ ذلك الوقت تحولاً كبيراً في كافة الأمور، كان من أولها العمل على تطبيق شرع الله وتحكيمه في كل مجريات الحياة فشعر الناس بالطمأنينة والثقة والأمان على النفس والمال والممتلكات.
ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم.. فلقد شهدت المملكة نهضة صحية كبرى أصبحت مضرب المثل وأخذت بأسباب التقنية الحديثة في برنامج يربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية والجامعية المتخصصة عبر الأقمار الصناعية على مدار الساعة.
فقد ظل التعليم دائما هدفا رئيسا من الأهداف التي سعى الملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده على تحقيقها حيث تم إنشاء المدارس بكافة مراحلها للطلبة والطالبات في جميع مناطق المملكة ثم في السنوات الأخيرة تم إنشاء العديد من الجامعات في مختلف التخصصات إضافة للمعاهد العلمية.
فكان الامتداد الأفقي للجامعات العريقة وانتشار كلياتها في كل ناحية من أنحاء بلادنا؛ وللمحافظة على المكتسبات المتحققة لبلادنا العزيزة من جانب آخر، فالعلم - بعد الله - خير حافظ،، ولاسيما وأن حكومتنا الرشيدة ما تزال تدعم بسخاء، ولا أدل على ذلك من التوجه النوعي علمياً واقتصادياً. فقد تم افتتاح العديد من الأقسام بجامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تحاكي أحدث ما توصلت إليه المعرفة والتقنية المتطورة، وسائر المراكز والمؤسسات المنتشرة في أرجاء البلاد.
وحرصت المملكة منذ الستينيات على ابتعاث الطلبة للحصول على الدرجات العلمية من أرقى جامعات العالم وكذلك ابتعاث موظفي الدولة لتنمية قدراتهم.
وفق الله قيادتنا الرشيدة وشعبنا إلى الطريق السديد وأن يحقق لنا الله جميع مجالات النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي على يد ولاة الأمر.
- أ. د. بلقيس بنت إسماعيل داغستاني