اهتمام المملكة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة نهج بدأ منذ عهد المؤسس ">
المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
تحظى عناية المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، مرورا بأبنائه الذين تولوا مقاليد الأمور في المملكة حتى هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتقدير عالمي على مستوى الدول والمجتمعات الإسلامية، التي تقدر هذه العناية المتمثلة بمشاريع تطوير المقدسات الإسلامية، خاصة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحتى على مستوى الحجاج والمعتمرين العاديين؛ إذ نصادف دوماً بعض الحجاج الذين يشيدون بما تقدمه المملكة من مشروعات، تؤكد حرصها على تفعيل الشرف الذي تناله من رب العزة والجلال، الذي شرفها بخدمة وحماية مقدسات المسلمين.
وكثيراً ما يرفع الحجاج شكرهم وتقديرهم على مستوى البعثات الرسمية، أو على مستوى الحجاج والمعتمرين الذين يعبّرون عن أسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة تدشينه - رعاه الله - خلال شهر رمضان المبارك الماضي خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، سائلاً الله تعالى أن يجعل هذه المشاريع العظيمة في موازين أعماله، وأن يجزيه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.
وأكدوا أنهم تابعوا تلك الاحتفالية المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وحضروا هذا العام؛ إذ أكرمهم الله بأداء مناسك الحج؛ ليشاهدوا على الطبيعة هذه المشروعات وما أضافته من مساحات، تسهم في راحتهم، وتمكنهم من أدائهم مناسكهم في يسر وسهولة. وهنأ الجميع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وعموم المسلمين بهذه المناسبة التاريخية التي تدشن فيها أكبر توسعة للمسجد الحرام على أفضل معايير التصميم والتنفيذ بأعلى المواصفات العالمية، بما يليق ببيت الله الحرام، وشرف التيسير على المسلمين لأداء مناسكهم براحة واطمئنان، معبرين عن سعادتهم باستمرارية هذه المشروعات التي تبذل عليها المملكة طاقتها كافة انطلاقاً من واجبها ومسؤولياتها. وأكدوا أن هذه البلاد تقدم كل ما من شأنه إثبات أنها تنال شرف خدمة الحرمين الشريفين؛ إذ هيأ الله لها قيادة رشيدة، تولي الحرمين الشريفين جل اهتمامها وعنايتها ورعايتها لهما ولقاصديهما ابتغاء مرضاة الله، وأداء الأمانة العظيمة تجاه زوار وحجاج بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف. وعبَّروا عن تقديرهم العميق لولاة الأمر في المملكة الحريصين دوماً على الوقوف شخصياً على الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، ومتابعتها أولاً بأول، كما اعتادوا تسخير كل الإمكانات البشرية والمادية لتنفيذ الخطط والبرامج الهادفة لخدمة قاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي.
هذا، وقد رصدت (الجزيرة) آراء العديد من المسؤولين من داخل المملكة وخارجها ممن يزورون المملكة هذه الأيام، ومشاعرهم حيال هذه الاهتمامات بالحرمين الشريفين.
وقال معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور عدنان المزروع: مما لا شك فيه أن مشاريع الحرمين التي تتم منذ سنوات في مكة المكرمة والمدينة المنورة نابعة من مسؤولية المملكة تجاه المقدسات الإسلامية وقضايا الإسلام والمسلمين، وليست لأهداف اقتصادية أو دعائية؛ لأن ما تنفذه من مشروعات في هذا المجال يأتي في مقدمة اهتمامات المملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، كما أن المقصد والغاية والجهود المبذولة والمشاريع المنجزة التي يجري العمل فيها تهدف جميعها إلى توفير خدمات رائدة لهم. وقال المزروع إن ما تحظى به مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من مشاريع تنموية يعكس الدور الحقيقي للمملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، والتي تستشعر في ذلك عظم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها وشرف الرسالة. لافتاً إلى أن المشاريع التي حملت الحكومة على عاتقها مسؤولية تنفيذها هدفها الرئيس التيسير على قاصدي بيت الله الحرام، وتحقيق أقصى سبل الراحة لهم. مؤكداً في الوقت نفسه أنها لم تنفَّذ لأغراض ربحية أو مادية بل جاءت من منطلق إيمان المملكة بدورها الذي خصها الله به وبخدمة بيته العتيق ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الدكتور محمد الأمين الخطري، المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة: إن من يتابع المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها وتلك الجاري تنفيذها في المدينتين المقدستين يلمس على أرض الواقع أن المملكة جندت كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير كل ما من شأنه تحقيق الراحة لقاصدي البيت الحرام والمشاعر المقدسة بحزمة من الخدمات المتطورة باستمرار، والهادفة لتمكينهم من أداء نسكهم بيُسر وسهولة. مستشهدا بالتوسعة التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مؤخراً، والتي اتسمت بالشمولية والتكامل، وتلك التي يجري العمل فيها في الحرم المكي الشريف، والتي تعتبر أكبر توسعة عبر التاريخ؛ إذ تقدر مساحتها بنحو 400 ألف م2، وتهدف لاستيعاب مليونَيْ مُصَلٍّ، وتشمل 5 مكونات رئيسة، هي (الساحات الخارجية والجسور وممرات المشاة ومباني الخدمات، بما فيها المراكز الصحية والدفاع المدني ومشفى ومحطة التكييف المركزية والتوليد الاحتياطي). وقال الخطري إن توسعة المسعى التي ضاعفت مساحته 4 مرات، وزادت طاقته الاستيعابية إلى 188 ألف ساعٍ في الساعة، إضافة إلى توسعة المطاف، جميعها تهدف إلى إعطاء المعتمرين شعوراً بالراحة، والتسهيل عليهم.
وقال المهندس عبد الكريم الحنيني، وكيل إمارة المدينة المنورة وإمارة عسير سابقاً: إن اهتمامات المملكة بالحرمين الشريفين منهج اختطته مؤسسة هذا الكيان الملك عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله -، وسار عليه أبناؤه البررة، وهي ملموسة لكل إنسان متابع، وكثيراً ما تلقيت إشادات من مسؤولين من خارج المملكة بهذه الاهتمامات الرامية للتسهيل على ضيوف بيت الله الحرام، التي لم تقف عند حدود مكة المكرمة والمدينة المنورة بل تجاوزت إلى جدة البوابة المؤدية إلى العاصمة المقدسة. مضيفاً بأن من بينها مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد الذي سيستوعب نحو 80 مليون مسافر سنوياً، وتدشين مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، إضافة لمشروع قطار الحرمين الذي بدوره سيشكل نقلة نوعية في وسائل النقل، وسيقدم خدمة مميزة لقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف. وقال الحنيني إن المشاريع التي أُنجزت، والتي ستنجز في المستقبل - إن شاء الله -، هدفها الرئيس خدمة ضيوف الرحمن. وإن المملكة ستعمل بكل طاقاتها وأجهزتها لتوفير كل وسائل الراحة والطمأنينة للحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين مبتغية في ذلك رضا الله وأداء الأمانة على أتم وجه.
وقال الأستاذ عبد الرحمن البيجاوي، المدير العام لفرع وزارة الحج بالمدينة المنورة: لقد تابعنا بكل اعتزاز تفقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للمشاريع التطويرية للحرم النبوي الشريف في الثلث الثاني من شهر رمضان المبارك، كما تابعنا الاحتفالية الرمضانية بتدشينه - حفظه الله - التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، وتدشينه ـ رعاه الله ـ العديد من المشروعات ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام. وقال البيجاوي: إن هذه التوسعة العملاقة التي تعتبر الأكبر في تاريخ المسجد الحرام على مرّ التاريخ والعصور الإسلامية تؤكد حرص ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ. وقال إن هذا العهد المبارك، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله -، يشهد تتويج هذه الجهود بتدشين أكبر توسعة للمسجد الحرام. وقال: إن من نعم الله على هذه البلاد المباركة أن جعلها مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية الخالدة - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم, فأخذ قادة هذه البلاد على عاتقهم شرف خدمة الحرمين الشريفين، وجعلوا خدمتهما شرفاً لهم، وتلقبوا بها، واستبدلوا بها الألقاب الملكية. مهنئاً عموم المسلمين بهذه المناسبة التاريخية، وأن هيأ الله لبيته العتيق من يعتني به ويطهره للطائفين والقائمين والركع السجود.
هذا، وقد استقبل المسلمون في شتى أنحاء المعمورة افتتاح مشروع التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي ومتابعة مشروعات توسعة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بسعادة بالغة مثمنين اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - بمشروعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في سبيل توفير خدمات مميزة وميسرة للحجاج وللمعتمرين شعوراً من قيادة هذه البلاد بمسؤوليتهم التي شرفهم بها رب العزة والجلال، كما أن هذه الأعمال الطيبة تصب في خدمة الإسلام والمسلمين.
هذا، وقال فضيلة رئيس مكتب شؤون حجاج ماليزيا السيد تاهو محمد سعيد: ما نتابعه من منجزات عملاقة في الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المشاعر المقدسة يعتبر محل اعتزاز لكل مسلم وهو يرى مقدساته في أيدٍ أمينة حريصة على تطويرها والعمل على توسعتها لمواكبة الزيارة المطردة في أعداد الحجاج والعمار. وقال إن من توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن يوفقه لتحقيق هذه الإنجازات التي تؤكد حرصه - وفقه الله - على توفير كل ما من شأنه خدمة المقدسات الإسلامية ضمن اهتمامه برعاية شؤون الإسلام والمسلمين.
وقال رئيس مكتب شؤون حجاج دار السلام عبد الله بن الحاج محمد: يحق لنا نحن المسلمين أن نسعد ونفرح بما تم ويتم إنجازه من مشروعات كبيرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتطوير المقدسات الإسلامية التي يرتادها الحجاج والمعتمرون بهدف تمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. وقال إن من خيرات هذا العمل المبارك المتابعة الدائمة بصفة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أيده الله - واهتمامه الدائم بهذه المشروعات. فهنيئاً لخادم الحرمين الشريفين هذا العمل الصالح، وهنيئاً لنا نحن المسلمين قيادة المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة مقدسات المسلمين، وأثبتوا أنهم أهل لهذا الشرف عملاً وقولاً.
هذا، وعبّر عدد من حجاج بيت الله الحرام عن سعادتهم بالمشروعات الجاري تنفيذها في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقال الحاج الدكتور حسن عبده محمد من جامعة القاهرة من جمهورية مصر العربية: لقد بهرني كثيراً اتساع الحرم المكي الشريف؛ الأمر الذي جعلني أشعر بأن المسلمين ما زالوا بخير، وأعدادهم في تزايد مستمر. ولولا هذه التوسعات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لما وجدنا موضع قدم لنقيم فيه شعائرنا. والحقيقة، إن ما شاهدناه مبعث فخرنا واعتزازنا بأبناء المملكة الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الأراضي المقدسة. كما قال إنه شعر بالسعادة وهو يتابع مراحل تنفيذ مشروعات تطوير وتوسعة المسجد النبوي الشريف.
من جانبه، قال الأستاذ جاويد عبد الرحمن بخش (باكستاني مقيم في كندا): إن ما شاهدته من خلال شاشات التلفاز في رمضان المبارك أشعرني بعظمة الإسلام والمسلمين، وحرص قيادة المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة المقدسات الإسلامية على تحقيق كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وهو ما يعزز قوتنا نحن المسلمين في المهجر. وقال جاويد: إنني أعرب عن عظيم شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين وحكومته. سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما يقدمونه في ميزان حسناتهم.
ويقول الدكتور حاتم الجارحي (سوري مقيم في الإمارات): إن ما تنفذه الحكومة السعودية من مشاريع عملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يشعرنا نحن المسلمين بالسعادة والفخر، وأن الإسلام والمسلمين إلى خير، خاصة في ظل قيادة المملكة العربية السعودية التي تقوم بكل ما تحققه من هذه المنجزات بهدف تيسير أداء الفريضة وراحة الحجيج، خاصة توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، التي تمثل جهداً عظيماً غير مسبوق.. وبقدر ما هي واجب إسلامي كما يؤكده قادة هذه البلاد إلا أنها تظل مصدر فخر واعتزاز، ليس للمملكة فحسب وإنما للمسلمين في شتى أنحاء الأرض.