الملك سعود يؤم المصلين بالمسجد الحرام ست مرات وبالمسجد النبوي ثلاث مرات ">
هنالك جوانب من سير المشاهير لم تعط حقها في التراجم، ومنها إمامة الملك سعود للمصلين في كثير من المناسبات الإسلامية واقتداؤه بالسنة الراشدة على أثر السلف الصالح، إذ يقول أهل العلم: (إنها الإمامة فضلها مشهور، تولاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكذلك الخلفاء الراشدون)، هنا إضاءات ووقفات من سيرة الملك سعود بن عبدالعزيز في الإمامة، ننقلها عن ملتقى أهل الحديث - منتدى السيرة والتاريخ والأنساب.
يؤم المصلين بالمسجد الحرام
ففي يوم الخميس من غرة ذي الحجة عام 1374هـ الموافق 21 يوليه عام 1955م تحرك الموكب الملكي الكريم من القصر الملكي في جدة في طريقة إلى مكة المكرمة، وقد وصل الموكب إلى باب مكة في تمام الساعة الحادية عشرة بالتوقيت الغروبي، حيث كان في استقباله جمع كبير من الأهالي ثم أخذ طريقه حيث قصد مباشرة إلى المسجد الحرام وبعد أن طاف بالبيت العتيق خاشعاً مبتهلا إلى الله إلى أن أذن المغرب فأحاطت مجموعة من علماء المسلمين الذين وفدوا إلى هذه البلاد بقصد أداء فريضة الحج من مختلف الأقطار الإسلامية ورفعوا رجاءهم إلى جلالته أن يصلي بهم إماماً فما كان من جلالته إلا أن استجاب لرجائهم، حيث أمّ ذلك الجمع الحافل من المصلين ومن حجاج بيت الله الحرام مما كان له أكبر الأثر وأعظم الوقع في نفوس هؤلاء الحجاج.
إمامته الثانية بالمسجد الحرام
وفي عصر يوم الخميس السادس من ذي الحجة من عام 1376هـ الموافق 4 يوليه 1957م حضر جلالته المسجد الحرام لأداء فريضة المغرب بعد أن طاف بالبيت العتيق، طلب كبار ورؤساء وفود الحجاج والبعثات الإسلامية أن يؤم جلالته هذه الجموع الكبيرة الوافدة من شتى أقطار العالم، في أداء فريضة صلاة المغرب وقد لبى هذه الرغبة الكريمة وتقدم فصلى بالجميع صلاة المغرب في المسجد الحرام، وبعد الانتهاء من أداء الفريضة تقدم كبار ورؤساء وفود الحجاج والبعثات الإسلامية لتحية جلالته ومهنئين وشاكرين له جهوده الكريمة التي يبذلها في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام.
إمامته الثالثة بالمسجد الحرام
وفي عصر يوم السبت الحادي عشر من شعبان من عام 1377هـ الموافق الأول من مارس 1958م غادر موكب جلالة الملك سعود حوالي الساعة العاشرة القصر الملكي في جدة قاصداً مكة المكرمة لأداء العمرة، وبعد أن طاف جلالته صعد إلى سطح الكعبة المشرفة حيث تفقد بنفسه ما تم من ترميم للكعبة المشرفة ثم عاد حيث تشرف بدخول الكعبة المشرفة وتشرف بوضع الحجر الأخير في الكسوة الرخامية بداخل الكعبة المشرفة التي تعتبر آخر مرحلة من مراحل الترميم، وقد رفع الحجر بيده وسمى بالرحمن الرحيم ثم وضعه في مكانة من جدار الكعبة المشرفة، وبعد ذلك توجه جلالته إلى المشعر الحرام بين الصفا والمروة، ثم توجه إلى المسجد لأداء فريضة المغرب، وهنا أبدت الجموع طلبها إلى جلالته أن يؤم المصلين فاستجاب لطلبهم وأمّ المصلين في فريضة المغرب.
إمامته الرابعة بالمسجد الحرام
وفي عصر يوم الأربعاء الرابع من رجب عام 1378هـ الرابع عشر من يناير عام 1959م توجه الملك سعود من جدة إلى مكة المكرمة وقد ارتدى ملابس الإحرام لأداء العمرة، واتجه الموكب إلى المسجد الحرام حيث ترجل جلالته بين ألوف الجماهير المحتشدة عند مدخل المسجد الحرام وأمّ المصلين صاحب الجلالة في صلاة المغرب جماعة.
إمامته الخامسة بالمسجد الحرام
وفي عصر يوم الخميس من غرة ذي الحجة من عام 1379هـ الموافق السادس والعشرين من مايو عام 1960م في الساعة التاسعة والثلث (بالتوقيت الغروبي) غادر موكب الملك سعود القصر الملكي بجدة مرتدياً ملابس الإحرام متوجهاً إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الطواف والسعي، وبعد أن انتهى جلالته من السعي تقدم العلماء والمشايخ وكبار حجاج بيت الله إلى جلالته يلتمسون أن يؤمهم إمام المسلمين في فريضة المغرب، ونزولاً عند رغبتهم أمّ جلالته جموع المسلمين لصلاة المغرب.
إمامته السادسة بالمسجد الحرام
وفي يوم الخميس الثاني من محرم من عام 1381هـ الموافق الخامس عشر من يونيو عام 1961م توجه موكب الملك سعود من جدة إلى مكة المكرمة، حيث طاف بالبيت العتيق، وأمّ المصلين الذين اكتظت بهم جنبات الحرم الشريف في فريضة المغرب.
.. ويؤم المصلين بالمسجد النبوي
الدعوة الأولى للملك من فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح، في يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شعبان عام 1377هـ الموافق السابع من مارس عام 1958م، حضر صاحب الجلالة الملك سعود صلاة الجمعة في المسجد النبوي حيث أمّ جموع المصلين الوافدين إلى المدينة المنورة من كافة الأقطار الإسلامية في صلاة الجمعة وذلك تلبية لرغبة فضيلة إمام المسجد النبوي (آنذاك) الشيخ عبدالعزيز بن صالح وعلماء وأهالي المدينة المنورة، حيث قامت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بنقل هذه الفترة الروحية إليهم.. وفي هذا الجو الإسلامي الكريم أدى المصلون صلاة الجمعة يؤمهم عاهل هذه الجزيرة العربية بعد خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبدالعزيز بن صالح.
الإمامة الثانية بالمسجد النبوي
وفي يوم الخميس العشرين من جمادى الثانية عام 1378هـ الموافق الأول من يناير عام 1959م استقبلت المدينة المنورة صاحب الجلالة الملك سعود، وبعد زيارة المسجد النبوي توجه موكب صاحب الجلالة إلى مقر الحفل، وهنا تقدم وارتجل الشيخ عبدالعزيز بن صالح كلمة طلب فيها من جلالته باسمه واسم علماء المدينة وشيوخها وشبابها في أن يؤم -رحمه الله- المصلين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي وقد قبل الملك هذه الدعوة.
إمامته الثالثة بالمسجد النبوي
وفي يوم الثلاثاء السادس عشر من ذي الحجة عام 1380هـ الموافق الثلاثين من مايو عام 1961م قدم صاحب الجلالة الملك سعود المدينة المنورة وكان في استقباله أصحاب السمو والفضيلة والعلماء ووجهاء وكبار المدينة المنورة، وفي يوم الجمعة التاسع عشر من ذو الحجة 1380هـ الموافق الثاني من يونيه 1961م أمّ المصلين في صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف بعد خطبة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي وذلك تلبية لرغبة أصحاب الفضيلة علماء المدينة المنورة وكبار الحجاج.
ويؤم الحجاج بصعيد عرفات
المرة الأولى كانت في يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة من عام 1374هـ الموافق التاسع والعشرين من يوليه عام 1955م توجه موكب صاحب الجلالة الملك سعود في ساعة مبكرة من صباح الجمعة من القصر العامر في منى إلى مسجد نمرة في عرفات حيث يؤم موكب الحجيج وأدى هذه الفريضة إماماً وقائداً للمسلمين في بلد الله الحرام.
المرة الثانية كانت صباح يوم الاثنين التاسع من ذي الحجة من عام 1378هـ الموافق الخامس عشر من يونيه عام 1959م وصل جلالة الملك سعود إلى عرفات، حيث توجه إلى المخيم الملكي ملبياً مهللاً مكبراً حيث وقف مع الحجيج دون ما فارق ولا مميز فالكل سواء ، وقد أمّ جلالته جموع الحجيج في مسجد نمرة وأدت تلك الجموع الحاشدة المسلمة صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً خلف جلالته.
المرة الثالثة
وصل جلالة الملك المعظم في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة من عام 1379هـ الموافق الثالث من يونيه عام 1960م، إلى صعيد عرفات، وقد أمّ الملك صلاة الجمعة في مسجد نمرة جموع الحجيج وذلك تلبية لرغبات علماء المسلمين وكبار شخصيات الحجاج والبعثات الإسلامية.. ووقف جلالته بعد الصلاة للابتهال والدعاء إلى الله جل وعلا أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يوحد كلمتهم.
إمامة الملك سعود في رحلاته التفقدية لمدن المملكة
يؤم المصلين في بريدة
في الزيارة الأولى في يوم الاثنين 12 جمادى الثانية عام 1373هـ الموافق 15 فبراير عام 1954م اشتملت الزيارة على مواقف ولمحات يذكرها التاريخ لجلالته، من ذلكم تفقده -رحمه الله- بعد ذلك المكتبة الكبرى ببريدة وتفضل جلالته فتبرع ببناء دار كبرى لها وعشرة آلاف مجلد تضم نفائس من الكتب الدينية والعربية والاجتماعية على حسابه الخاص تشجيعاً للحركة العلمية وتدعيماً لوسائل نشر الثقافة والمعرفة التي يرغب جلالته أن تعم نواحي المملكة ومختلف الطبقات فقوبلت هذه المكرمة الجليلة ببالغ الشكر والدعاء له.
ثم قصد موكبه خارج المدينة حيث أقام رجال التعليم وطلابه حفلاً عامراً، وبعد أن استمع جلالته إلى كلمة الترحيب نهض لأداء صلاة المغرب فرغب رجال التعليم أن يؤمهم جلالته في أداء الفريضة فتقدم وأمّ الناس بالصلاة مما كان له أبلغ الأثر في نفوس الجميع.
وفي الزيارة الثانية
زار الملك سعود منطقة القصيم في رحلته التفقدية في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ربيع الثاني عام 1378هـ الموافق السابع والعشرين عام 1959هـ.
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ربيع الثاني عام 1378هـ الموافق الثلاثين من أكتوبر عام 1959م حضر صاحب الجلالة الملك سعود في الجامع الكبير ببريدة لأداء صلاة الجمعة، حيث أم جلالته جمع المصلين وذلك تلبية لرغبة العلماء والمشايخ، وبعد الصلاة ارتجل جلالته كلمة قيمة في جموع المسلمين حيث حثهم جلالته على التمسك بمبادئ الدين وتعاليمه السمحة والحذر من التيارات الجارفة التي يبثها أعداء الدين بمختلف الطرق وأوصاهم بمقاومتها لأن عزتهم ورفعتهم في صيانة هذا الدين والذود عنه.
يؤم المصلين بالمجمعة
وفي يوم الخميس السادس عشر من شوال عام 1378هـ الموافق الثالث والعشرين من أبريل عام 1959م زار الملك سعود مدينة المجمعة أثناء رحلاته التفقدية في المملكة، واحتشدت الجموع إمام موكب جلالته وكعادته في تشجيعه لأبناء شعبه أمر بخمسة آلاف ريال للكشافة تشجيعاً منه لها ومبادئها السامية، وجرياً على عادة جلالته في عطفه وبره وخدماته لبيوت الله فقد تفضل جلالته فأمر بمبلغ مئة ألف ريال لإتمام بناء جامع المجمعة الكبير، وبهذه المناسبة التمس علماء وأهالي المجمعة من جلالة الملك المعظم بان يتفضل فيؤم المصلين في صلاة الجمعة غداً فقبل الدعوة شاكراً طلبهم، وفي يوم الجمعة السابع عشر من شوال عام 1378هـ الموافق الرابع والعشرين من أبريل عام 1959م أم جموع المصلين لأداء فريضة الجمعة.
إمامته بزيارته للدول الإسلامية والصديقة
فقد كانت زيارات الملك سعود -رحمه الله- للبلاد الإسلامية الشقيقة والصديقة حافلة بالمواقف الروحانية النابعة من تعاليم الشرع الحنيف، وهي أكثر من أن تعد في هذا المقام ولكن تكون الإشارة بهذه المناسبة إلى إمامته -رحمه الله- للمصلين في كثير من المناسبات التي شرفها حين حلول أوقات الصلاة، وكل ذلك يتم بدعوة من أهل البلاد تيمناً بمقدم جلالته، فقد أم المصلين خلال زياراته للباكستان والهند، وكذلك أم المصلين المسلمين في صلاة الجمعة أثناء إحدى زياراته للعاصمة الأمريكية واشنطن.