في هذا اليوم المجيد نتذكر الملحمة البطولية التي سطر أمجادها صقر الجزيرة ">
الجزيرة - محمد الغشام:
بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الذي يحل علينا هذا اليوم تحدث بهذه المناسبة العزيزة فضيلة الشيخ إدريس بن محمد آل دريس المدير العام لفرع وزارة العدل بمنطقة الرياض، وقال:
يحل علينا اليوم الوطني في هذا العام 1436هـ ونحن نزهو بعهد الحزم والعزم، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، عهد جديد، عهد كله حزم بفضل تلك القيادة الرائعة بكل قراراتها. إن يومنا الوطني تاج لكل ما هو جميل في تاريخنا، منذ أن عمر العرب هذه الجزيرة، وامتزجوا وتطبعوا بطبيعتها، والتصقوا بأرضها، ونهضوا بالرسالة المحمدية، ونشروها، وانتشروا معها في أرجاء المعمورة. اليوم الوطني السعودي له في نفسي ذائقة خاصة، تتجاوز ذكرى التوحيد المجيدة وقيام الدولة السعودية المعاصرة، لتعبر عن (ميزة) و(تفرد) نشهده متجدداً في كل عام، وهي نعمة عظيمة علينا ومنَّة من المنان جل وعلا. ففي كل يوم وطني نشهد توافق أدوار جديدة مهمة للمملكة ولقيادتها ولشعبها، تختلف عن أدوار مضت، وترسخ لأدوار قادمة أكثر مضاء وعزيمة. كان يومنا الوطني هو يوم الوحدة الوطنية، ويوم تجديد البيعة، ويوم العزم على أن يكون الشعب خلف قيادته تنمية وبذلاً وعطاء ودفاعاً عن المكتسبات. اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو يوم الريادة السعودية قيادة وشعباً؛ فنحن اليوم نشهد ريادة في (لمّ الشمل)، وهي ريادة تبنتها القيادة الرشيدة، وشاركت فيها جل فعاليات الشعب، ونحن نشهد (ريادة النصرة)، فنحن من يناصر المكلومين في دول الجوار الذين حل بهم البلاء، وأوجعتهم المصيبة، مثل نصرة الشعب اليمني الشقيق عندما اتخذ الملك سلمان بن عبدالعزيز القرار التاريخي والمهم بنصرة الشعب اليمني ودك حصون الحوثيين وأتباعهم ممن استولوا على دولة اليمن وعاثوا فيها فساداً، فكان الله مع الحق، وانتصر عهد الحزم على الحوثيين وأتباعهم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
اليوم هو يوم مميز، يحتفي فيه كل محب للمملكة العربية السعودية بذكري يومها الوطني. إنه يوم يفتخر فيه الأجيال بأن يكون جزءاً منها. هيأت مملكتنا الحبيبة في ظل قائدها الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جميع الطاقات والإمكانات لخدمة ولسعادة شعبه، وأصبحت المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة مصدراً للعطاء وعنواناً للأمن والأمان ومثالاً للبناء والتقدم. وها نحن نعمل يداً بيد بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لنبني مجتمعاً أفضل، منهجه الدين الإسلامي واقتصاده مبني على المعرفة والتميز لمستقبل مشرق مبدع. شكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل ما قدمتموه وما تقدمونه لنا من دعم وتشجيع في شتى المجالات.
إن اليوم الوطني لمملكة الإنسانية هو يوم خير ووفاء ونعمة عظيمة من الله - عز وجل - نعمة قيام دولة التوحيد بتوحيد أرجاء الجزيرة العربية على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه -، نعمة تحقيق الرؤية والرسالة السامية على أرض الخير ومهد الرسالة ومنبع الهدى للعالم أجمع. إن بلادنا شهدت خلال فترات حكم ملوكها السابقين إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - استمرار مسيرة التنمية والبناء والتوسع في الخطط الشاملة في مجالات مختلفة وبناء مقدرات الدولة وتعزيز مكانتها داخلياً وخارجياً.ولهذا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً؛ ففيه نتذكر باستمرار الملحمة البطولية التي سطر أمجادها صقر الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عندما وحّد الصفوف، وأقام دولة الحق والعدل على كتاب الله وسنة نبيه، وأرسى البنيان على ذلك، وأصبح منهجاً لها حتى أصبحت بلادنا - ولله الحمد - منارة للعلم والأمن والرخاء والتقدم والحضارة، وتواصلت مسيرة الخير والنماء من بعده على أيدي أبنائه البررة؛ لتبقى بلادنا شامخة على مر السنين.
وأضاف آل دريس بأن هذه المناسبة الخالدة تعيد الذكريات لملحمة المؤسس - طيب الله ثراه - حين وحّد هذه البلاد بعد الشتات والفرقة، وسار بها موحداً متخذاً شريعة الرحمن منهجاً قويماً ودستوراً تسير عليه حتى يومنا الحاضر. وإننا في هذه البلاد المباركة ننعم بخيرات عظيمة لا تعد ولا تحصى، من أجلها وأهمها نعمة الأمن والأمان التي لا يوازيها نعمة، وخصوصاً أن الدول المجاورة تشهد ألواناً من الفتن والاضطرابات التي جعلتها تعيش حياة غير متوازنة.
ودعا آل دريس في ختام كلمته أن يحفظ الله سبحانه وتعالى هذا الوطن الغالي من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وأن يحفظ قيادته الرشيدة من كل مكروه، وأن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان، وأن يجعل النصر حليفاً دائماً، وأن يتحقق النصر - بإذن الله - قريباً في اليمن، وأن يحفظ الله جنودنا البواسل المرابطين على جبهات الوطن لرد كيد الأعداء.