تمر مناسبة ذكرى اليوم الوطني الأغر متزامنة مع عيد الأضحى المبارك، ويعزز هذا التزامن ضرورة النظر إلى أهمية هذه الوحدة الوطنية المباركة التي جمعت اشتات الجزيرة العربية وصهرت قبائلها ووحدت أطرافها واجتمعت كل المناطق والقبائل والأعراف والمذاهب فوق أرض راسخة كالنخلة السامقة، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
وفي هذه المناسبة الوطنية الكبرى نستذكر في كل عام ما كان عليه حال أسلافنا قبل الوحدة وما آل إليه حالنا الآن من نعمة الأمن والاستقرار ومن رغد العيش ويسر الحال ونتطلع بكل شوق وتفاؤل إلى غدٍ مشرق تصعد فيه بلادنا مدارج النمو والتطور وترتقي معه عاماً تلو الآخر إلى ذرى المجد والرفعة.
إننا وفي كل عام تحل فيه ذكرى يومنا الوطني الذي تكرس يقيناً مع توحيد هذه البلاد على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ندرك عظمة هذا المنجز بالنظر وأخذ العبرة بما كانت عليه هذه الجزيرة من فقر وفاقة وفرقة ثم ما كان لها من رخاء وتقدم حتى اكتسبت عن جدارة مكانتها الدولية اقتصادياً.
ثم جاءت نجاحاتها المتوالية في حلحلة الكثير من الملفات والقضايا الشائكة لتكسبها وزنها السياسي الرصين الذي جعل المملكة مثابةً وملاذاً لكثير من الدول الكبرى للاستنارة برأيها والاسترشاد بحنكتها السياسية على نحو أصبحت معه هذه البلاد ـ بفضل الله ثم قيادتها الرشيدة ـ بوصلة للاستدلال وخريطة طريق في دهاليز السياسة وأروقة القرار الأممي.
وفي هذا العام تمر علينا ذكرى يومنا الوطني المجيد ونحن نستظل تحت قيادة ملك الحزم وصاحب العزم الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ وهو الذي بادر من فوره بإعانة الجار اليمني و ردع الطامعين من الميليشيات التي يتم تمويلها من طهران لإحداث الفتن وزرع الخلايا النائمة وتفخيخ بعض المفاصل أو المناطق الرخوة عربياً وصولاً إلى تقسيم بعض الأقطار أو تحويلها الى دولاً فاشلة كما حدث منها في العراق وفي سوريا.
ها هي مناسبة يومنا الوطني تحل علينا ونحن نتباشر بالنجاحات والانتصارات المتوالية التي تحققها عاصفة الحزم بقيادة المملكة في اليمن.
لكن سعينا الحثيث لإعادة الشرعية إلى اليمن لا يلغي جهدنا الدؤوب والذي توليه حكومتنا الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن في المكان المقدس والزمان المبارك ولا ينسينا دورنا في تعزيز اللحمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، لا نغفل عن دورنا القومي والعربي على أن ذلك يأتي منسجماً مع دور بلادنا الواضح دولياً في تكريس السلام العالمي ونبذ سياسات العنف ومواجهة التطرف والإرهاب، ومعلوم أن هذه الأدوار الإقليمية والدولية وجهود المملكة الخيرية في كل الاصقاع تأتي بمحاذاة الجهود التي تبذل والأموال التي تسخر لتنمية وتطور هذا الوطن بما يخدم رفاه المواطن في أمنه وعيشه.
وصدق الشاعر حين قال:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
حفظ الله بلادنا وقادتها وشعبها من كل مكروه وأعزها تحت ظل مليكها قائد الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز.
د. محمد بن عبدالرحمن المشعل - الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء