بندر عبد الله السنيدي ">
كتبت مقالاً قبل عدة أيام بعنوان «أصبح الوصول للجامعة أمرًا عسيرًا». تطرقت فيه إلى مشكلات الزحام في الطرق المؤدية إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. تطرقت إلى ما لا يمكن وصفة من زحام شديد وسوء تنظيم في الدخول والخروج من حرم الجامعة وكذلك المباني التي سلمت قبل انتهائها مع الأسف.
وذكرت أيضًا أنني أعاني الأمرين من خلال إيصال زوجتي للجامعة بسبب سفر سائقي الخاص في إجازة. وللأمانة، التي تبريء ذمتي أمام الله عزّ وجلّ، كأن الموضوع وضع بعين الاعتبار وبدا يتحسن نوعًا ما ولله الحمد. ذلك بفضل جهود من أوكل إليه مسؤولية الجامعة بكامل مرافقها. ما ترتب على ذلك المقال هو تعليقات وردود القراء لمقالاتي عبر الموقع الأشهر (تويتر) عندما فاجأني أحد ذوي الاحتياجات الخاصة بهجوم عنيف تحول لاحقًا إلى معرفة جميلة بذلك الشخص. أنقل إليكم رده العنيف بالحرف الواحد عندما قال: كله بركة سفر سائقك الخاص لكي تنزلوا يا صحفيين من أبراجكم العاجية وتشاهدون معاناة الناس ولو يقدر الله لك وتشاهد المعاقين. تفاجأت بهجومه العنيف كما ذكرت ومن خلال الردود معه والنقاش أيقنت لا محالة أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأنه يعاني الأمرين من سلب حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وأعني بذلك التسهيلات التي أوجدت لأمثاله. فمرة يتذمر من أخذ مكان إيقاف سيارته. وعلق بقوله: لو يعلم من يسلب حقوقنا أنه سيتعرض لعقوبة من خلال غرامة مالية كبيرة وتحتجز سيارته لمدة لا تقل عن ثلاثين يومًا لما تجرأ على حقوقنا. تبع ذلك تذمر أيضًا من مداخل ومخارج المؤسسات الحكومية وحتى المسجد القريب من بيته لأداء الصلاة. شكا أيضًا من أنه يدعى لمناسبات ويتعذر عن ذلك بسبب الإعاقة وعدم توفير سبل الراحة ليصل لمكان المناسبة دون معوقات من خلال كرسي متحرك. معللاً أنه يجد حرجًا في تلبية الدعوة بينما من يدعوه قد يغلب على ظنه أنه غير مرحب به وبدعوته للمناسبة. تذمر من دورات المياه وعدم ملاءمتها لذوي الاحتياجات الخاصة في كثير من الأحيان. من هنا يقف الكثير منا مفجوعين ومذهولين كيف وصل الحال بنا إلى هذا الحد. لما لا نجعل توفير سبل الراحة لذوي الاحتياجات الخاصة نوعًا من الرقي المجتمعي. نسعى من خلاله للوصول إلى أعلى مستوى ثقافي واجتماعي. لما لا نحس أن علينا حقوقًا تجاههم وأن تلك الحقوق ليست موكلة لشخص معين أو مؤسسة معينة. لما لا يبرز من دواخلنا حب مساعدة هذه الفئة الجميلة. لذا لا يسعني هنا إلا أن أوجه رسالة للجميع كبيرنا وصغيرنا ذكرنا وأنثانا اجعلوا من خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة نوعًا من الرقي والذوق وقبله حسن الخلق.