عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري ">
حسن الأدب مطلبٌ من المطالب المهمة في المجتمع، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بعموم المجتمع، وليس لأفرادهم، والإسلام حثَّ على حسن الخلق، وعلى الأدب، ومن الأمور المؤرقة، التي تشغل بال كثيرٍ من الناس، المرور في الطرق لقضاء حاجات الناس ومصالحهم، وبما أنَّ للمارِّين في الطرق والشوارع حقوقاً فيما بينهم، فإني أوجه رسائل حول أدب المرور:
الرسالة الأولى: بداخلها ورقة مكتوب فيها: إنَّ الطرق والشوارع حقوقٌ عامَّة لجميع الناس، وما أنشئت إلا لأجل تسهيل وصول الناس إلى ما يريدون، إما لحاجة أو لمصلحة من مصالحهم، وليس لأحد من الأفراد أن يعكِّر الطرق أو يحدث فيها ما يلحق الضرر بالناس، فيجب المحافظة عليها من قبل الجميع.
الرسالة الثانية: بداخلها ورقة مكتوب فيها: أهمية التزام قائدي المركبات بأنظمة المرور، وعدم مخالفتها، ذلك أنَّها لم توضع إلا للمصلحة العامة، ولما في مخالفتها من ضرر على المارَّة، فلو عكس خط السير أو قطع الإشارة، أو وقف بمركبته موقفاً لا يسمح بالوقوف فيه، لخطورة ذلك على نفسه وعلى غيره من سالكي الطريق، أو وقوفاً يغلق به الطريق على غيره، فيضطرون إلى انتظاره حتى يعود، فيتأخرون عن مشاغلهم.
الرسالة الثالثة: بداخلها ورقة مكتوب فيها، إنَّ السرعة تهوُّر، وفيها خطرٌ على النفس وعلى الآخرين من ركَّاب المركبات أو من السائرين على الأقدام، والسرعة من العجلة، وكما قيل: العجلة أمُّ الندامات، ورُبَّ عجلة تهبُ ريثاً، فإذا وقع لمسرعٍ حادث زهقت فيه أرواح بريئة، وأعاقت أجساماً سليمة، ندم وأسف على فعلها، فماذا ينفع الندم، لكم إن شئتم أن تسألوا كم في المقابر من قتيلٍ بسبب السرعة؟! واسألوا كم في الناس من معاق؟! وكم فيهم من صاحب عاهة، وكم فيهم من هو في غيبوبة، أما في حوادث من سبق معتبر، أم أنَّ الغفلة بلغت مبلغها حتى غطَّت على العين فحجبت الرؤية عنها، فالحذر من قيادة المركبة بسرعة.
الرسالة الرابعة: ورقة مكتوب فيها، أيها السائر على قدميك في الطرق عليك التنبه واليقظة، فلا تعمد إلى قطع طريقٍ سريعٍ مزدحمٍ يصعب قطعه، فكم رأينا من أولئك من يحاول قطع طريق سريع، فيعرِّض نفسه وغيره للخطر، فلا تحاول يا من تمشي على قدميك قطع الطريق السريع، فروحك أغلى من أنْ تُقدم على هذا التصرف غير المسؤول.
إضاءة: لو تأدب الناس بأدب المرور في الطرقات، والتزموا بالأنظمة المرورية، لما رأينا كثيراً من الحوادث، ولما حصلت كثير من الفواجع، فما أحسن التأدب بأدب المرور، وما أعظم أثره النافع على الفرد والمجتمع.