فهد بن محمد بن سلمة ">
لقد سعت المملكة إلى اتخاذ إجراءات مهمة ووظفتها لمصلحة الوطن والمواطن والمقيم، تمثل ذلك في علاقاتها مع الدول المجاورة والسعي الحثيث بكل إمكانياتها لحماية المنطقة من التوترات والاضطرابات والنزاعات وكل ما يزعزع الأمن ويهدد الاستقرار. لقد وقعت المملكة العديد من الاتفاقيات الأمنية والحدودية مع الدول الشقيقة والصديقة تنص على مكافحة الجريمة بشتى صورها وأشكالها وسعت إلى تفعيل التلاحم بين دول الجوار في مجالات كثيرة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
إن المملكة أعلنت مراراً وتكراراً وبكل وضوح رغبتها أن يعيش اليمن بأمن واستقرار والعيش الكريم للشعب اليمني بعيداً عن التدخل، وبعيداً عن الفتن الطائفية أو الدعوة لها في القول والعمل.
لقد صبرت بلادنا طويلاً وتجاوزت كثيراً رغم الكثير من المصائب التي تأتي من اليمن، ولكن هناك فئة تنتمي لهذا البلد تنكروا وتخلوا عن كل ما اتفق عليه قادتهم وحاولوا بكل الوسائل الإساءة إلى بلاد الحرمين من تهريب الأسلحة والمخدرات وتصدير الأفكار المضللة والهدامة، لقد حاولوا زعزعة أمن بلادنا باحتضانهم للمجرمين وتحريض المهربين والاعتداء على حدودنا أكثر من مرة.
كان أملنا أن تكون حدودنا مع اليمن مسرحاً للتآخي والعيش المشترك والتكاتف والمحبة وترسيخ مبدأ التعاون وتطبيق كل المعاهدات الموقعة بين البلدين، ولكن وبكل أسف الحوثيون لا يريدون ذلك بل يريدون الشر فقط وتجاهلوا كل أصوات الحق وانقلبوا على سلطتهم الشرعية وسمحوا بتدخل أطراف إقليمية هدفها تمزيق الأمة العربية، عندها جاء التوجيه من قِبل الملك سلمان - حفظه الله - وأطلق بكل افتخار عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل التي لاقت ترحيباً ودعماً من دول شقيقة وصديقة هذا الترحيب الواسع وهذا التأييد من كل مواطن ومقيم.
وها هي دول التحالف تزف موكب شهدائها ومعها الأمة العربية كلها، أولئك الأبطال ممن ضحوا في سبيل إنقاذ شعب عربي شقيق بعد أن تعرض لمحاولة اختطافه من قِبل الفرس الصفويين الحاقدين على كل ما هو عربي وإسلامي. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى أن قضوا نحبهم ونالوا شرف الشهادة وليحظوا بمنحتها التي لا ينالها إلا صادق العهد والوعد المخلص في طلبها، ذهبوا إلى خالقهم بعد أن أبلوا البلاء الحسن في حماية أشقائهم في اليمن ذلك القطر العربي الشقيق وجنّبوه ويلات وما كاد أن يناله من فتن وصراع طائفي مما كان مراد أولئك الاعتداء، ومن صيروا أنفسهم لخدمة وتنفيذ مخططاتهم من أولئك الحوثيين الخارجين على إجماع الشعب اليمني الشقيق، ما كاد أن يلحق أفدح الأضرار باليمن وشعبه لولا إرادة الله ثم إرادة أولئك القادة الأوفياء المخلصين لذلك التحالف المبارك ومن خلال عاصفة الحزم الموفقة بقيادة ذلك القائد الرائع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله وأيده ورعاه - . هبة أخذت الأمة إلى غير ما كانت عليه إلى المزيد من التوحد واجتماع الكلمة مثلما سعيها لبناء القوة العربية المشتركة للوقوف في وجه كل من يريد النيل من أي قطر من أقطارها.
فلنحمد الله ونشكره ونترحم على أولئك الشهداء الأبرار وندعو الله أن يغفر لهم ويرحمهم ويكرم مثواهم ويجزيهم عن أمتهم خير الجزاء وان يرزق أهلهم وذويهم الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.
- الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة