احذروا من الطرق المؤذية في نحر الأضاحي ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
حذَّر الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك، عضو هيئة كبار العلماء، مما يعمد إليه بعض المضحين من طرق مؤذية في نحر الأضاحي، وأكد أن الشريعة الإسلامية جاءت بضرورة الإحسان في تذْكيَة بهيمة الأنعام.
واستشهد في هذا الصدد بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله كتب الإحسان على كلِّ شيء، فإذا قَتلتم فأحسِنوا القِتْلَةَ، وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذَّبْح، وَلْيَحُدّ أحدُكم شَفْرَتَه، ولْيُرِحْ ذبيحته». وقد رأى سيدنا عمرُ - رضي الله عنه - رجلاً وقد أخذ شاة ليذبحها، فأضجعها ثمَّ أخذ يَحدُّ شفرته، فنهره عمرُ وقال له: «أتعذِّب الروحَ! ألا فعلتَ هذا قَبْلَ أن تأخذها».
وأكد الشيخ المبارك في تصريح إلى (الجزيرة) أن الواجب على من أراد نحر الأضحية أنْ يَحدَّ السِّكين قبل أن يُضْجِعها، بل لا ينبغي أن يَحُدَّها أمام البهيمة، بل لا يذبح بهيمة أمام أخرى، فالمطلوب أنْ نسلك أسهل الطرق في موتها. وكان الناس يقتلون البهائم بطرقٍ شتى، بعضهم بفصْل الرأس، وبعضهم بخنقها بسَدِّ مجاري النَّفَس بالضغط على الحلق حتى تموت، فجاءتْ الشريعة بالنهي عن جميع الطرق المؤذية للبهيمة، وشرع الله لنا الأرفق بها، ويحصل بطريقين، الأول: قَطْعُ العروق مِن أعلى العنق ويسمى ذبحاً، ويكون للغنم، فلا يجوز نَحْرُها؛ لأنها تتعذَّب بالنحر لِقِصَرِ عنقها. والثاني: قطعها مِن أسفل العنق، ويسمى نحْراً، وهو خاصٌّ بالإبل؛ لأنَّ ذبْحها فيه تعذيبٌ لها، بسبب طول عنقها؛ فالنحْرُ أخفُّ عليها، لطول عنقها. وأما البقر فالأفضل فيها الذبح، فهو أخفُّ عليها من النحر.