خادم الحرمين عزَّز مكانة المملكة على المستوى الدولي سياسياً واقتصادياً ">
الجزيرة - المحليات:
قال معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان: إن اليوم الوطني يطل علينا في ذكراه الخامسة والثمانين ناهضاً من صفحات التاريخ المجيد ليجدد الذكرى بملاحم الوحدة والتوحيد وبطولات المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - ورجاله الأوفياء الذين صنعوا بملاحمهم وبطولاتهم وتضحياتهم وطناً يعتلي قمم المجد ويمتطي صهوة التاريخ.
وأضاف: إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة للتأمل وأخذ العبرة من صفحات التاريخ فقد كانت البلاد تعيش حالة من التمزق والشتات وتئن تحت وطأة البؤس والجوع والفقر, حتى قيض الله لها الملك عبدالعزيز الذي حمل على عاتقه مهمة إعادة دولة الأسلاف التي تذوق الناس تحت ظلالها نعمة الأمن والأمان وطعم الوحدة والاستقرار إبان مرحلتيها السابقتين الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية, فأسس أول وحدة عربية في العصر الحديث ممثلة في المملكة العربية السعودية بعد أن وحد أركانها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, وجمع شتاتها, وأبدل الخوف بالأمن, وبدد الجهل بالعلم.
ورفع الدكتور يحيى الصمعان بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله - وللشعب السعودي الوفي التهاني والتبريكات.
وبيّن أن أبهى صور الاحتفال بذكرى هذا اليوم الوطني الكبير في تاريخه وإنجازه، هو تجديد وتأكيد الالتزام بالمسؤولية, وتحمل الأمانة, والعمل الدؤوب على المشاركة في التنمية الشاملة العملاقة التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -, وما ذاك إلا وفاءاً وترجمة واضحة لمشاعر الوطنية والولاء التي بلا ريب تتجاوز حدود التعبير إلى الالتزام والتنفيذ.
وأكد معاليه إلى أن المملكة استطاعت - بفضل الله تعالى- الرقي والتطور بمستويات سريعة وشاملة وعميقة ارتفع خلالها وعي الإنسان السعودي بأهمية الاستفادة والتعاطي الحضاري مع وسائل التطور الذي يشهده العالم في كل مرحلة, فمنذ عهد المؤسس رحمه الله تعالى إلى هذا العهد الميمون والمملكة آخذة في المضي بخطى راسخة وواثقة في طريق التطور الحضاري محافظة على تميزها نظاماً وشعباً في الالتزام والاعتزاز بالقيم والمبادئ الفاضلة المستمدة من الدين الحنيف.
وأضاف: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - واصل السير على خطى المؤسس وأبنائه الملوك من بعده, في العمل على رقي الوطن والمواطن فحمل - رعاه الله - همَّ الوطن وأوقف لحظات وقته على تحقيق رفاهية المواطنين، والارتقاء بالنهضة التنموية, وتعزيز مكانة المملكة على المستوى الدولي سياسياً واقتصادياً.
وأشار معالي مساعد رئيس مجلس الشورى إلى ما قدمته المملكة للأمتين العربية والإسلامية من خدمات عظيمة, بوصفها رائدة العالم الإسلامي, ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقبلة المسلمين، كما أولت جل اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين وعمارتهما وتوسعتهما, وتطوير المشاعر المقدسة وأنفقت عليها بسخاء للتيسير على ضيوف الرحمن آداء مناسكهم, كان آخرها التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام والساحات المحيطة به هي الأكبر على مر التاريخ.
واستشهد معاليه بالموقف الرائد والمشرف الذي سجله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في نصرة الشقيق والجار حينما أعلن - حفظه الله - قراره انطلاق العمليات العسكرية لنصرة الشعب اليمني استجابة للرسالة التي وجهها الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي مستنجداً بالملك سلمان بن عبدالعزيز وبإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحماية الشعب اليمني من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ومن قوات الرئيس المخلوع علي صالح, فكان هذا القرار الحازم رسالة قوية لكل من يحاول استهداف أمن البلاد والعبث بأمن المنطقة, بأن الرد سيكون حازماً ورادعاً لكل من يسعى للنيل من أمن المملكة واستقرارها. مشيراً في هذا السياق إلى دعم المملكة للشعب السوري مادياً ومعنوياً, حيث استقبلت أكثر من مليوني لاجئ سوري, كما فتحت مدارسها وجامعاتها للطلاب والطالبات السوريين المقيمين على أراضيها, كما قدمت المساعدات الإغاثية للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن للتخفيف من معاناتهم الإنسانية.
ولفت الدكتور يحيى الصمعان النظر إلى أن الشورى شكلت إحدى السمات المهمة في بناء الدولة وجعلت هذه البلاد تتميز في نظام حكمها وإدارتها, لاسيما وأنه نظام ومبدأ نابع من عقيدة الإسلام وشريعته السمحة التي تأسس عليها هذا البنيان الكبير.
وقال: إن مجلس الشورى وهو إحدى مؤسسات الدولة المهمة على خارطة العمل الوطني يشارك من خلال ما أنيط به من مسؤوليات وصلاحيات بالإسهام في النهضة الحضارية وتعزيز التنمية المستدامة, ويعمل على تلبية حاجات المواطنين, ومعالجة القضايا الوطنية الملحة, تحقيقاً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -.
وتوجه معاليه في ختام تصريحه إلى الله العلي القدير أن يحفظ قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وأن يؤيده بنصره, ويشد أزره بسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد, وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها.