الأمير مشعل بن ماجد: المخدرات خطر عالمي ويحتاج إلى تضافر الجهود لمحاربته ">
أوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، رئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» الأستاذ عبد الإله بن محمد الشريف، أنه تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بتحجيج 125 متعافياً من الإدمان لهذا العام 1436هـ، ممن يواصلون برامجهم الإيمانية والتأهيلية، فقد أنهت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومستشفيات الأمل للصحة النفسية كل الترتيبات والإجراءات النظامية لهؤلاء المتعافين، وفق شروط الترشيح بالتنسيق مع سكرتارية المجموعات بالمناطق.
مؤكداً أن هذه الحملة الإيمانية تهدف إلى تقوية الوازع الديني لدى المتعافين من الإدمان، باستشعارهم روحانية هذه المشاعر خلال تأديتهم مناسك الحج مع جموع المسلمين، لزيادة الدافعية والحرص على إكمال برامجهم العلاجية، وضمان عدم العودة للإدمان على المخدرات مرة أخرى.
نشكر ولي العهد
وقدَّم المتعافون من الإدمان المشاركون في حملة الحج شكرهم لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على أمر سموه بتحجيجهم، وأبدى الجميع فرحتهم وسعادتهم بهذه اللفتة الكريمة لتغسل ماضيهم مع المخدرات وتفتح باباً جديداً لهم لحياة أفضل، ويكون هذا النسك حصناً منيعاً لعدم انتكاستهم - بإذن الله.
وفي البداية يقول المتعافي «ع - ش»: إن بداية انحرافه في السلوك كانت في سن المراهقة، بسبب أصدقاء السوء وإهمال الأسرة له، مما تسبب في طرده من المنزل من قبل والده بعد أن عجز عن إصلاحه، وخوفاً على أخواته من أن يؤذيهن، وكان عمره وقتها 14 سنة، بعدها خرج إلى الشارع وتعرف على أصدقاء أكثر سوءاً، ووقع معهم في تعاطي المخدرات، ومن ثم الترويج لها على الشباب أمام المدارس وفي الطرقات حتى تم القبض عليه وهو يمارس هذه الآفة. أما المتعافي «أ - ع» فيقول إنه عاش أياماً مريرة مع المخدرات وواجه حياة سيئة، وقامت عصابات المخدرات باستغلاله في ترويج المخدرات، حتَّى نصحه أحد أصدقائه بترك المخدرات ومراجعة مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، فعزم بعدها على المراجعة وبدأ برنامجاً علاجياً من الأعراض الانسحابية حتَّى استطاع تجاوز هذه العقبات، موضحاً أن خبر إدراج اسمه في رحلة الحج كان بمنزلة المكافأة له على تصميمه على ترك المخدرات، حيث يقول: «كانت فرحتي لا تُوصف بتحقق أمنيتي بالالتحاق برحلة الحج، والحمد لله الذي يسر لي ذلك، والشكر بعد الله لسمو الأمير محمد بن نايف على حبه لنا وحرصه على مصلحتنا والخير لنا».
أما المتعافي «سمير» فيقول: «تعاطيت الكبتاجون للتجربة وأنا في المرحلة الثانوية، مما قادني إلى شرب الخمر والمسكرات، وواصلت مأساة التعاطي لمدة 11 عاماً، عشت خلالها عدداً من المآسي والمشكلات والأمراض النفسية، ثمَّ انقطعت عن المخدرات لأشهر عدة ولم أراجع أي مستشفى فانتكست بعد ذلك، وراجعت مستشفى الأمل بالرياض والتحقت ببرامج «منتصف الطريق» ووجدت منهم الاهتمام والرِّعاية وبدأت ألتزم بالعلاج والتأهيل، وأتقدم بالشكر لسمو ولي العهد وزير الداخليَّة على انضمامنا لرحلة الحج، وهو خبر أفرحني خاصة أنني لم أحج من قبل، وأحتاج إلى وقفات إيمانية مع نفسي، وأشكر كل من ساعدني في رحلة التعافي خصوصاً مرشدي علاج الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض».
من جانبه يقول المتعافي «عبدالله»: «أنقذني الله من المخدرات على يد جاري بعد أن ساءت علاقتي بوالدي، فكان جاري متفهماً وضعي بعد أن شرحت له أنني مريض ولم أبين له أنني متعاطي، فذهب بي إلى مستشفى الأمل بالرياض، وراجعت الطوارئ، واستمررت في مراجعة العيادات الخارجيَّة والرعاية اللاحقة، وأنا حالياً مستمر في المراجعة ومتوقف عن التعاطي وسأواصل رحلة التعافي - بإذن الله - وأساله تعالى أن يكون هذا النسك درعاً لعدم عودتي.
وعن رحلة الحج يقول «بندر»: «لا يمكن وصف شعوري، فأنا أحب مكة وأحب المشاعر المقدسة وأحس فيها بالطمأنينة والراحة، وأسأل الله أن يوفق كل من وضع اسمي في القائمة، وأشكر سمو الأمير محمد بن نايف الذي يشملنا برعايته وحبه رغم أخطائنا وفظاعة مشكلاتنا وقت التعاطي، ودولتنا بقيادة سلمان الحزم تفرح أشد الفرح بهداية أبناء هذا الوطن ونجاحاتهم وتشجعهم على النهوض بأنفسهم ومساعدتهم بشتى المجالات.
«نبراس» يعمل على العناية بالمتعافين وعدم عودتهم للتعاطي
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - حفظه الله - قد اعتمد تشكيل مجلس إدارة صندوق الدعم والتأهيل بالأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، برئاسة أمين عام اللجنة الوطنية وعضوية عدد من المسؤولين في جهات حكومية عدة، لمدة ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ انعقاد أولى جلساته، لدعم أسر مدمني المخدرات أثناء مدة خضوع ذويهم للعلاج والتأهيل, ودعماً أيضاً للمتعافين ليعتمدوا على أنفسهم.
وقال أمين عام اللجنة عبد الإله الشريف إن الصندوق أقره مجلس الوزراء في وقت سابق ويندرج ضمن تنظيم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات؛ من أجل دعم أسر مدمني المخدرات أثناء مدة علاجهم وتأهيلهم, وتدريب المتعافين لتأهيلهم للدخول في سوق العمل، موضحاً أن المجلس يدرس طلبات الإعانة والقروض، وتدريب وتأهيل المتعافين، وإعفاء القروض الشخصية والاستثمارية المرفوعة له من مدير الصندوق، ويشرف على دراسة أحوال أسر المتعاطين والمتعافين المحتاجة، وتقديم برامج الإرشاد والتوجيه المهني للمتعافين لمساعدتهم عند بدء مشاريعهم الاستثمارية، ومتابعة هذه المشاريع عند بدئها للتأكد من أنها تسير بشكل منتظم بحسب الخطة المعتمدة، ويدرس المجلس طلبات العلاج للحالات المرضية التي تستدعي العلاج واتخاذ القرارات الملائمة بشأنها، ودراسة الموضوعات ذات العلاقة بالأنشطة والبرامج المحالة من اللجنة أو اللجنة التحضيرية وإبداء المرئيات.
وتعتمد اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبر المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» سياسة العناية بالمتعافين وضمان عدم عودتهم للتعاطي، عن طريق برامج خاصة بهم تشمل جوانب عدة، منها الرحلات الإيمانية، كرحلات العمرة، ورحلات الحج، ورحلات زيارة المدينة المنورة، إضافة إلى البرامج الترفيهية التي تقام في جميع مناطق المملكة، كالمخيمات التوعوية والمسابقات وغيرها.
«نبراس».. مشروع وقاية مهم
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة خلال تدشينه الملتقى التعريفي الأول بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، أن خطر المخدرات خطر عالمي ولا يقتصر على المملكة، وتعده المملكة من أهم الأخطار على الشباب والوطن ويحتاج إلى تضافر الجهود بين القطاعات الحكومية والمجتمع لمواجهته وحمـاية الشباب والمجتمع من هذه الآفة، من خلال التواصل الحقيقي بين القطاعات الحكومية والمجتمع، ولا أعتقد أن أحداً يحب أن يكون ابنه أو ابنته أو أخته واقعين في هذه الآفة التي تتم محاربتها عالمياً.
نائب وزير الداخليه:
لـ«نبراس» أثر كبير في توعية ووقاية المجتمع وأكد نائب وزير الداخلية عبد الرحمن الربيعان أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» سيكون له أثر كبير في توعية المجتمع ووقاية أفراده من المخدرات، متطلعاً أن يكون ذلك في المستقبل القريب، موضحاً أن سمو ولي العهد أكد على التعاون بين كل مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية والمواطنين في القضاء على المخدرات.
وكشف صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، عن إنشاء مستشفى سابك التخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان والتأهيل بتكلفة 300 مليون ريال، مبيناً أن سابك استثمرت خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 2.7 مليار ريال لتنمية المجتمع المحلي، وتسعى لمكافحة المخدرات بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من خلال المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، وتحقيق دائرة وقائية علاجية متكاملة تشمل التوعية والتأهيل للمتعافين من الإدمان.
المطلق يجب دعم «نبراس» بكل الطرق
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور عبد الله المطلق أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» مشروع وقاية مهم يحفظ أبناءنا وأطفالنا، ويجب دعمه بكل الطرق والوسائل، وأنه يشق علينا أن يُسرق أبناؤنا من بين أيدينا من تجار المخدرات الذين يبيعون دينهم ووطنهم وإخوانهم بحفنة من المال، وأن هؤلاء المروجين والمهربين أشد على أبنائنا من الأمراض الفتاكة، موضحاً أن ضحايا المخدرات أشد سوءاً وأكثر عـدداً مـن ضحايا الأمــراض الفتاكة. جاء ذلك خلال زيارته مقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وأشار مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعيد الزهراني لما تشهده المملكة من نعمة الأمن والأمان، مؤكداً أن التصدي للمخدرات تشارك فيه جهات عدة مع الإدارة العامة للمخدرات، في مقدمة ذلك الجمارك وحرس الحدود.
وبيَّن مدير إدارة الدراسات والمعلومات بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور سعيد السريحة، أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» يقدم مجموعة من البرامج الوقائية والتثقيفية والتدريبية، بهدف رفع مستوى الوعي لدى مختلف فئات المجتمع من خطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، والسعي إلى تنمية مهاراتهم الحياتية ومعالجة مشكلاتهم التي قد تسهم في تعاطيهم المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك بتشخيص واقع الوقاية الذي يضمن تحليل نتائج المسوح والدراسات السابقة، فضلاً عن الاعتماد على المنهجيات المعيارية والأدلة العالمية، إضافة إلى ما تضمنته محاور خطة العمل الوقائي التي صممتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
تعاون كبير بين أمانة اللجنة ومستشفيات الأمل
وذكر مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأستاذ علي الشيباني أن التقرير الإحصائي لعدد قضايا المخدرات لعام 1435 هـ احتوى على أن قضايا المخدرات في المملكة بلغت 40809 قضية على مستوى المملكة، وأن أمانة اللجنة لديها تعاون كبير مع مستشفيات الأمل، وانتهت من بناء ستة مستشفيات نسبة التشغيل فيها نحو 20 %.
وأضاف أن الفلسفة العميقة التي بُني عليها المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، تتمثل في توفير برامج الوقاية التي تهتم ببناء الأشخاص «القدوات» من الجنسين الذين يسهمون بوعيهم وبصيرتهم في حماية ذواتهم وأسرهم ومجتمعهم من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك انطلاقاً من أهمية بيئة التعليم في بناء ثقافة الطالب وتنمية مهاراته الحياتية ومعالجة مشكلاته.
وأشار الشيباني للخدمات التي يقدمها المركز الوطني للوقاية من المخدرات (الرشيد) 1955 موضحاً أن أهمية المركز تكمن في المساهمة لمواجهة ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات والمؤثرات العقلية والتي هددت شباب المجتمع وأسرهم، والتي غالباً ما يكون بسبب إحجام المدمن أو أسرته عن طلب العلاج ووجود مخاوف من مساءلة أو ملاحقة أمنية أو قانونية أو عدم سيطرة الأسرة على المريض المدمن ورفضه للعلاج مما يجعل هناك خطورة على نفسه وعلى أسرته.
وأضاف الشيباني أن رسالة المركز تكمن في تقديم الاستشارات والإرشاد والتوجيه المبني على الأسس المهنية للمساعدة في وقاية أفراد المجتمع من آثار الاضطرابات الإدمانية والمشكلات المتعلقة بها.