الموت باب وكل الناس داخله
فليت شعري بعد الموت ما الدار
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
الحمد لله على قبضه وعطائه، والحمد لله على مده وابتلائه، والحمد لله على وعد عفوه وغفرانه والحمد لله القائل في كتابه العزيز {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} والصلاة على الهادي المنير المعلم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم.. وبعد:
فإن من الرجال من يرحل ولا يغيب ويموت ويظل حياً ولعمرك ما لحياة إلا ضلال، أو طيف خيال، وهل للظلام دوام، أو لطيف الخيال مقام؟ وما المرء إلا كسفينة تجري على الماء، يلعب بها الهواء كيف يشاء، لقد غادرت نار الأحزان بقلبي سعيراً، وأصبحت من تأثيرها من فؤادي ممثلاً شهيراً لوفاة من كان واسع النطاق في الأدب والأخلاق والكرم والجود والعلم والمعرفة والذكاء والعطف على المسكين جمع كريم الشمائل ونبيل الصفات، المرحوم بإذن الله الشيخ ضاري بن مشعان الفيصل الجربا.
فلقد فقدت المملكة العربية السعودية شخصية متميزة في وفائها لدينها وخدمة وطنها، وكيف لا نحزن وقد فجع الناس ولست وحدي بوفاته وموته، ونحن شهود الله في أرضه فقد خلف من الذكر الجميل ما سيخلد اسمه في صحف الأيام، على مر السنين والأعوام.
فكم كان يمشي في حاجة الملهوف، وكم كان يسعى في حقن دماء المسلمين، فكم من شخص أعان عن عفوه عن قاتل قريبه بسبب شفاعة الشيخ ضاري.
قال الله تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
فنسأل الله أن يجعله من الشهداء فلقد توفي رحمه الله بعد معاناته مع المرض.
فإذا كان الأمر كذلك فسبيل العاقل المتصور واللبيب المتدبر أن يبادر عند نزول القضاء إلى التسليم والرضا، على أن الموت حتم على الكبير والصغير ومآل كل جليل وحقير، والكل يعلم أن الحياة ثوب مستعار، وليس لأحد فيها قرار، فسلموا لأمر الله وما دائم سواه سبحانه.
رحم الله الشيخ ضاري الجربا وأسكنه فسيح جناته.. آمين.
وإنا على فراق ضاري لمحزونون.
- عمار بن أمجد الكبيسي