عند فقد «الأم» تعلم حقيقة قول الحق جل وعلى: {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} تدرك مع هذا الفقد كيف هي مكانة الأم في القلب.. وكيف هو حضورها في حياتك اليومية وكيف كانت بركة دعائها لك بالتوفيق في أمور دينك ودنياك.. ومدى تأثيرها على متطلباتك وكم منعطف خطر في دروب الحياة تجاوزته بعد رحمة الله لك بأسباب إلحاحها على الله بأن يصرفه عنك.. تسهر هي لتنام أنت وتجوع لتأكل وتضمأ لتشرب وتتعب لترتاح وتشقى لتسعد، وتحرم نفسها لتنال أنت - فلذة كبدها - رغبتك. أي رحمة بين جنبيها!! وأي مشاعر حوتها!! لذا حبها لك «صادق» بمعنى الكلمة خالص ليس وراءه مصالح أبدا في صلب معاناتها مع الأوجاع والأمراض. تسأل عنك وعن حالك!! الله أكبر.. هذه رحمة الأم! فكيف برحمة أرحم الراحمين!!!!
الأم لمن «عقل» كالخيمة ذات الزهاب الوفير تستظل في ظلها وتأنس داخلها، هي مستقر لأوجاعك ومستودع لأسرارك، لطالما هونت عليك مصاعب الحياة بحكمة وعقل وبعد نظر، همها سعادتك وقلقها عليك تنسى نفسها عندك وعند مطالبك، الله أكبر ما أعظم حقوقها عليك وما أقل وفاءك معها.. همسة في أذن كل من والداه على قيد الحياة أو أحدهما وأخص الوالدة: بأن يتغانم سويعاته، وألا يفرط بلياليه وأيامه فما أسرع انقضاءها، وأن يستعين الله ببرهما والإحسان إليهما والتلطف معهما وخفض جناح الذل لهما، أسأل الله تعالى لوالدتي والتي فجعنا بوفاتها فجر الخميس 26/ 11/ 1436هـ الفردوس الأعلى من الجنة بكرم منه وفضل ومنة، ولأمهات المسلمين ووالدينا أجمعين. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
فسبحان من قهر العباد بالموت وكتبه على الخليقة أجمعين حتى على ملكه كآخر من يموت.
أحمد بن إبراهيم الحماد - حائل