في ذكرى وفاته بت أعي جيداً أن للحزن درجات ومراحل, وحزن الجميع على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير الوالد سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع الباسم الحاسم، ينبوع العطاء ونهر الكرم ومستودع الإنسانية، سلطان الخير سيظل العمر بأكمله, فعندما يرحل العظماء عنا بلا وداع أو استئذان, فإنهم لا يعودون إلينا الا من خلال ما سطروه من أعمال جليلة وخدمات عظيمة لدينهم وأمتهم ورعيتهم. وكذلك هو سلطان بن عبدالعزيز الذي رحل عن عالمنا عالم الفناء إلى عالم البقاء نسأل الله أن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة.
لم يكن أبو خالد رجلاً عادياً حتى تمر ذكرى فقدنا إياه مروراً عادياً بل كان علماً وقائداً وملكاً غير متوج، كان علماً بحكمته وقائداً بفطنته وملكاً بحلمه وحنكته، افتقده الفقراء قبل الأغنياء، والبسطاء قبل الوجهاء، والصغار قبل الكبار، كان منبراً من منابر العدل والسياسة الحصيفة، ومجلسه مجلس رد الظلمات وإحقاق الحق، ومساعدة المحتاج.
ولعل مدينة سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية وهي واحدة من مشاريعه- يرحمه الله- التي خلد بها اسمه ونقش بها ذكراه بحروف من ذهب، هي عمل جليل ونشاط جميل استفاد منه الآلآف من المواطنين والمقيمين، وقد كان لاهتمام أنجاله من بعده الأمير خالد -حفظه الله- وإخوته الفضل بعد الله في استمرارية هذا المشروع كما كان يتمناه الراحل العظيم.
في ذكرى وفاتك يا سلطان الخير لا أملك إلا الدعاء لك بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض، ولا يسعني إلا أن أترك لدمعتي حريتها في التعبير عن حجم الفقد ومساحة الغياب.
عزاؤنا فيك أنا نحسبك والله حسيبك من الصالحين الذين نذروا أنفسهم في حياتهم للخير والبر والتقوى والإحسان.
رحمك الله يا أبا خالد وجزاك الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وجمعنا بك بجنات النعيم.
وأختم بحديث لرسولنا الحبيب عليه منا أفضل الصلاة والتسليم «ما فرح الصحابة بحديث مثل فرحهم بحديث «يحشر المرء مع من أحب..».
- فهد بن دلاك