مندل عبدالله القباع ">
دأبت هذه المملكة الفتية منذ توحيد هذا الكيان عام (1351) على يد موحده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل ومؤسس الدولة السعودية الثالثة عام (1319) على الوقوف مع العمل الإنساني والوقوف بجانب المسلمين في العالم العربي والعالم الإسلامي في جميع الكوارث الطبيعية من دمار وزلازل وسيول، ومد يد العون والمساعدة لهم وإغاثتهم شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساء وأطفالاً، وقد سار حكام هذه المملكة الشامخة على منهج وسيرة هذا الموحد في عهد الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية، وطول العمر مستنيرين بنبراس دستور هذه المملكة (كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم) فكم من طائرات شحن وكم من جسر جوي محملاً بالمواد الغذائية والطبية والخيام والبطانيات والمولدات الكهربائية، فكم وصل هذا الجسر الجوي وهذه الطائرات إلى (الصومال وباكستان وافغانستان واليمن وسوريا وجوبوتي وبنغلاديش والهند والفلبين وصربيا وغيرها من الدول الإسلامية والصديقة بحكم العمل الإنساني والأخوة الإسلامية (وما مركز الملك سلمان للإغاثة ورصد المليارات له) إلا دليل على هذه الأعمال الخيرة والوقوف بجانب الأشقاء دون منة أو أذى؛ فخير المملكة من هذه المساعدات يتكلم عنها ويشكرها القاصي قبل الداني حتى الوقوف معهم أيضاً في العلاج الطبي من يحتاج منهم سواء داخل المملكة أو خارجها فكم سمعنا وقرأنا أن طائراتنا الخاصة بالإخلاء الطبي نقلت من يحتاج من إخواننا الأشقاء من أجل علاجهم داخل المملكة في أرقى مستشفياتنا حتى كتب الله لهم الشفاء (وما فصل التوائم) إلا دليل على بعض هذه العلاجات الجراحية التي تكلف الملايين وتدفعه الدولة أعزها الله.
وما حادثة (سقوط رافعة الحرم المكي الشريف وما نتج عنها من أموات من الشهداء والمصابين إلا دليل على عمق العمل الإنساني والآدمي المغروس في وجدان قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي فزع من هذه الحادثة وأبى على نفسه إلا أن يقوم هو شخصياً بالوقوف على هذه الحادثة داخل الحرم المكي الشريف من أجل الاطمئنان على صحة المصابين والترحم على الشهداء المتوفين بالمغفرة، وقد تبع هذا ذهابه مباشرة إلى المستشفى المنوم فيه المصابون من أجل الاطمئنان على صحتهم وتوجيه المسئولين من مسئولي المستشفى والأطباء على بذل كل جهد طبي ومتابعة حالة المصابين حتى لو كلف ذلك علاجهم خارج المملكة، وقد أمر حفظه الله (أمير منطقة مكة المكرمة) بالإسراع في التحقيق ومعرفة الموقف وملابساته بأسرع وقت وقد تم ذلك حيث اتضح أن ليس هناك شبهة جنائية أنما هناك إهمال في وضع الرافعة التي سقطت حيث إن هناك مخالفة لتعليمات التشغيل والصيانة الموجود في التعليمات الخاصة بهذه الرافعة مما جعل الرياح) تسقط هذه الرافعة على جزء من ساحة الحرم الشريف وهذا دليل على الإهمال في عملية التشغيل بطريقة عشوائية، وقد دفعت الرحمة والإنسانية وجدانه حفظه الله بالوقوف معهم معنوياً ومادياً حيث أصدر أمره الكريم (بصرف مليون ريال لذوي الشهداء من المتوفين وكذلك مليون ريال لكل مصاب إصابة عائقة لـه وخمسمائة ألف ريال لكل مصاب، وكل هذا لا يعيق ولا يحول بالمطالبة بالحق الخاص أمام القضاء وما يقرره في هذا الشأن ومنع جميع أعضاء مؤسسة بن لادن من السفر ومنع هذه المؤسسة من دخول أي مشروع حتى يتم الانتهاء من التحقيق من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام وزاد من ذلك حفظه الله تأشيرات خاصة لزيارة المصابين من قبل ذويهم والتكفل بمنح أقارب المتوفين بالحج العام القادم 1437هـ بمعدل شخصين من كل شهيد متوفى، هذا هو سلمان بن عبدالعزيز، سلمان الإنسانية، سلمان العمل الإنساني سلمان الرأفة والرحمة، سلمان الرجولة، سلمان الذود عن الإسلام والمسلمين بعد الله سبحانه وتعالى، سلمان رجل المواقف، سلمان الحزم إذا قال فعل نحو الإصلاح والوقوف بجانب كل عمل إنساني.. اللهم متعه بالصحة والعافية وطول العمل واحفظ مملكتنا الفتية والمعطاة من كل معتد أثيم وكل حاقد وشرير.. اللهم اجعل من أرادنا وأراد إسلامنا ومجتمعنا بشر أن يجعل ذلك في نحورهم إنك سميع مجيب. وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمي).