د. محسن الشيخ آل حسان ">
في كل مرة أشاهد فيها برنامجاً تليفزيونياً، أو أقرأ فيها كتاباً عن الشعوب والحروب, يتبادر إلى ذهني هذا السؤال: لماذا تتحارب الشعوب؟ أو لماذا يختلف شعب دولة من الدول مع بعضه؟ هل يتحاربون من أجل الغذاء, الثروة, السيطرة, الطمع وسلب حقوق وشرعية الآخرين في الحياة؟ أم بسبب خوفهم من بعضهم، ورغبتهم في أن يعيشوا في أمن وأمان واستقرار؟ أسباب كثيرة قد تكون سبباً لهذه الحروب بين الشعوب المختلفة أو الشعب نفسه, وفي حالات كثيرة تشتعل الحرب أو الحروب لأسباب إجرامية، يرتكبها شخص أو مجموعات إرهابية.
والحرب أو الحروب تعني الدمار والقتل والموت والذل والهوان والفقر والمرض والتشرد.. ومن يخوض الحرب نوعان:
1- النوع الأول هم المعتدون الغاصبون للشرعية والحق والمغتصبون للوطن.
2- النوع الثاني هم المدافعون عن الحق والشرعية والمحافظون على حماية أوطانهم.
واليوم ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك نجد أن بعض الدول العربية الإسلامية تعيش تحت وطأة الحرب، مثل: اليمن والعراق وسوريا وليبيا، تستقبل عيد الأضحى وهي تعاني ما تعاني من ويلات الحرب والتدمير. لو أخذنا في عين الاعتبار - على سبيل المثال - الجمهورية اليمنية الشقيقة نجدها تستقبل العيد وهي في حرب إجرامية ضد الحوثيين وأعوان صالح. وعندما يحل العيد, بظروفه وهمومه, تحتار النفس فيه وفي معانيه, هل هو عيد حقيقي لبداية فرح, أم أنه عيد وداع لفرح وأمان.. أو كما قال أبو الطيب المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدا دونها بيد
وبينما نحن المسلمين اليوم في دولنا الآمنة المستقرة نذبح الأضاحي ونريق دماءها فإن الدول الأخرى ستراق دماؤهم وينحرون ويضحى بهم لأجل غاية وهدف إجرامي. وطقوس الحرب تحاول أن تقلد الأعياد وتتلبسها, وتوزع ضحاياها وأضحيتها من البشر.
إنها الحرب، تخدعنا وتسرق أحاسيسنا ومشاعرنا وأفراحنا, وتنافسنا في أحلامنا وآمالنا وأمانينا.
نزف بشرى في سوريا والعراق وليبيا وبقية الشعوب التي تعاني من آفة الحرب, أن شمس العيد ستشرق قريباً على أراضيها بعد أن تتخلص من القتلة والحكام المجرمين فيها!