سليمان بن منصور المقيطيب ">
معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على معاليكم ولا مطالع هذه الأسطر أن من دلالة الآية التي تحمل عنوان مادتي أن تتدبرها {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ} تروم وجوه الرفعة كلها وليست في البناء فقط (وإن خيل ذلك) لكن قُدما في المكانة بالقلوب والمنزلة التي لها عندنا..
فهي فضلاً عن أن تكون دور عبادة ونرتادها لذلك خمس مرات في اليوم لنقيم ما افترضه الله علينا.. فإن تلك الرفعة (لمنزلتها) لا تتحصّل على الوجه الأتم إلا من خلال استحضار ومن ثم العمل على إقامة تلكم واليقين بها داخلنا.. مادياً ومعنوياً ولعل من سبل ذلك الاهتمام التام أن في نظافتها أو كل ما لا بد من فعله لبلوغ ذلكم التقدير والتوقير لها في ذواتنا..
ولا ننسى المرأة التي كانت تقوم بتنظيف المسجد ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن امرأة سوداءَ كانت تقم المسجد - أي تنظّف المسجد - فماتت ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال عليه الصلاة والسلام فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلَّى عليها). أقول ما تقدّم أو هو فائض مني من منطلق ديني ووطني جعلني أبلغ معاليكم بوجود بعض سلوكيات خاطئة تزعج، وبالذات أن تراكمها من ذلك عدم اهتمام بعض الأئمة بما أنيط به من أعمال كتوجيه المصلين إلى تراكم (أكرمكم الله) الأحذية عند أبواب المسجد ومن ثم عدم تنبيهه لهم بوضعها بأماكنها (الأدراج المعدّة لذلك) مما يسبب ربكة في الدخول والخروج ناهيك عن الروائح التي تتسلّل إلى المسجد كما أن ذلك الفعل يعيق كبار السن وذي الحاجة من بعض أهل الإعاقة لسلك دربهم بيسر.. ولسان حالهم/ لا تزيدوا عوقنا الطين بلةً.
كذلك ما يشاهد من ثقيل التصرف أن بعض الأئمة والمؤذنين (وبدون قصد) استخدام القدم عند الأذان أو الإقامة في تشغيل مفتاح الكهرباء الخاص بالميكرفون.
معالي الوزير نثق في قدرتكم على وجود تنبيهات حول هذه الملاحظ لكن مع تكرار تنبيههم لتلافي هكذا السلوك الذي لا ينبئ أبداً عن حسن صنيع وذلك (ولو في وضع القاطع في الجدار بدلاً من المتحرك على الأرض) والله يحفظكم.