يحتفل وطني الكبير قِبلة المسلمين ومهبط الوحي ونور الأرض (المملكة العربية السعودية) الخميس القادم باليوم الوطني للمملكة، التي وحّدها الملك عبد العزيز بالمرسوم الملكي برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، القاضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية، ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ، الموافق الأول من الميزان/ ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م.
وها نحن نستذكر هذا اليوم الذي نجح فيه صقر الجزيرة العربية المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز في توحيد شتات المسلمين في شبه الجزيرة العربية تحت مظلة واحدة تطبيقاً لقوله تعالي: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِه إِخْوَاناً}.
وبالفعل، نجح الملك عبدالعزيز في تحقيق هذا الأمر الرباني؛ فقد وحَّد القبائل في الجنوب والشمال والشرق والغرب تحت اسم واحد ومظلة واحدة، هي المواطنة والأخوة.
وكانت القبائل قبل التوحيد في صراعات بحثاً عن الكلأ والماء.. وبفضل من الله أصبحوا إخواناً وجيران وزملاء عمل وأصدقاء وأنساباً وأرحاماً..
وتوحدت المدن والقرى والمناطق؛ فمن يسكن الحجاز ومن يسكن القصيم ومن يسكن القطيف ومن يسكن جيزان ومن يسكن تبوك إخوة ومواطنون تحت راية التوحيد وحكم الملك عبدالعزيز، فالقرآن والسنة النبوية دستورنا، وآل سعود حكامنا، والبيت العتيق والحرم النبوي مصدر فخرنا.
من هذه المنطلقات نحن نستشعر ونستذكر هذه السيرة العطرة لميلاد الكيان الشامخ العريق، الذي أصبحت فيه المملكة إشعاعاً ونوراً يضيء الكرة الأرضية. ولم يقتصر هذا الخير وهذا العطاء على سكان ومواطني هذا البلد بل امتد إلى أرجاء المعمورة، ننشر الخير والدين والسماحة والعطاء.
وسخَّر الله لنا أسرة منا وفينا، تحكمنا بالعدل والإحسان، نذروا أنفسهم لخدمة الحرمين وساكنيهما، وقادوا مركبنا وسط هذه الأمواج المتلاطمة بكل هدوء وعقل وحكمة بعيداً عن التشنجات، وبعيداً عن القرارات الحمقاء، ولم يتاجروا بقضايا على حساب مصلحة وطنهم ودينهم ومواطنيهم.
وها نحن نحتفل هذا الأسبوع باليوم الوطني تحت راية ربان وقائد ماهر وملك عادل وحازم، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله ورعاه -.
ونحن نخوض حروباً عدة، ونقوم بواجباتنا، ونحافظ على أمننا في الوقت نفسه.
فها هم رجال قواتنا المسلحة الأبطال في مهمة إنسانية ودينية وإغاثية لمساعدة إخواننا اليمنيين لإعادة الأمن والأمان والشرعية،
وفي مكة والمدينة ها نحن نقوم بشرف استقبال ضيوف الرحمن الذين يتوافدون علينا من أصقاع المعمورة، نستقبلهم ونحن نفخر ونسعد بخدمتهم.
وفي الشمال والشرق جنودنا ورجال الأمن عيون ساهرة متيقظة متأهبة، وكذلك رجال الأمن الصقور في صراع آخر بعيداً عن الحرمين والحجاج، صراع مع الإرهابيين وأعداء الوطن، وصراع مع أفكارهم وخلاياهم التي اعتنقت الفكر الضال، وأصبحوا أدوات بأيدي أعداء الدين والوطن.
فلك الحمد يا رب حمداً يليق بجلالك وعظمتك على النعمة والخير، لك الحمد على الأمن الذي نعيشه، وعلى الرزق الذي يأتينا من كل مكان.
والحمد الله رب العالمين
منصور بن محمد التويجري - رجل أعمال