د. زيد بن محمد الرماني ">
إنَّ هذه الأيام العشرة هي الأيام المعلومات المخصوصة بالتفضيل في محكم الآيات، في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. إذ أقسم الرب جلّ جلاله بها لشرفها.
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله، من هذه الأيام، يعني أيام العشرة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.
إنَّ هذا العمل الصالح الذي يحب الله تعالى الإكثار منه في هذه الأيام خاصة، يتضمن الصلاة والصيام والصدقة بالمال وسائر أفعال البر والإحسان.
بالنسبة للصلاة، فيستحب الإكثار من السنن والنوافل، ففي الحديث: (ما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها...)، كما ورد عن رسولنا صلى الله عليه وسلم قوله: (مَنْ صلى اثنتي عشرة ركعة بنى له الله في الجنة غرفة).
وبالنسبة للصيام، ففي هذه الأيام كان بعض السلف يصومون عشر ذي الحجة كلها، وبعضهم يصومون بعضها؛ لأنَّ هذه الأيام أفضل أيام الدنيا من أجل أنَّ فيها يوم عرفة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: (أفضل أيامكم يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي عشية يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، ولما سُئل عليه الصلاة والسلام عن صوم عرفة، فقال: يكفِّر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم.
أما بالنسبة للصدقة، فلها شأنٌ كبير وأجر كثير؛ لكونها في هذه الأيام تصادف من الفقير، له ولعياله في يوم العيد موضع حاجة وشدة فاقة، لما يتطلبه الفقير من حاجة النفقة والكسوة وسائر المؤنة الضرورية.
ومما يستحب في هذه الأيام الفاضلة الجهر بالتكبير في عشر ذي الحجة في المساجد وفي الأسواق والطرق، جهراً لا يؤذي أحداً، ففي صحيح البخاري أنّ ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، حتى إنَّ للسوق ضجة بالتكبير: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد).
وبالنسبة للأضحية فإنها سنة ثابتة بالكتاب والسنة، يقول سبحانه: {فصّل لربك وانحر}.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية