إبراهيم بن سعد الماجد ">
كنتُ ممن سعدوا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة الأمريكية، لقاء مختلف مع مسؤول مختلف وحديث مختلف، فتح سموه المجال منذ الدقيقة الأولى للأسئلة، وكانت أسئلة في أغلبها مهمة وجوهرية وذات بعد إستراتيجي.
في هذا الحوار مع هذا الأمير الشاب الذي يؤْثر الصمت ويبتعد عن الأضواء كثيراً اكتشفنا شخصية مبهرة، أقول هذا الكلام لا تزلفاً ورب السموات والأرض، فما عهدت قلمي يجيد ذلك، ولكننا جميعاً سعدنا بمعرفة سموه، المعرفة الفكرية الناضجة لهذا المسؤول المهموم بدينه ووطنه، سمعنا كلاماً أقل ما يقال عنه يثلج الصدر ويفرح القلب، رجل يملك المعلومة الحاضرة دون تردد ولا تذكر، يملك الرؤية الناضجة لكل ما يحيط بنا أمنياً وسياسياً واقتصادياً، يملك ذاكرة رقمية مميزة، حتى أنّ أحد الزملاء قال لسموه في نهاية اللقاء ذكرت لنا أرقاماً نؤكد لكم أننا لا نستطيع حفظها، هذه الذاكرة الرقمية وهذا البعد الاستراتيجي يوحي لك بأنك أمام رجل دولة مميّز فعلاً.
المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي دولة تعمل على نسق واحد لا يتغير بوفاة ملك وتولي ملك آخر، سواء في علاقاتها الدولية أو في شأنها الداخلي، إنما الذي يتغير هو فقط طريقة إدارة الملفات المختلفة، ولذا فإنّ سمو الأمير محمد بن سلمان، عندما تحدث إلينا تحدث بلغة مختلفة لإدارة ملفات مختلفة برؤية مختلفة تتواكب والمرحلة التي يمر بها العالم والمنطقة العربية تحديداً.
تحدث إلينا عن قضايا إستراتيجية ناقشها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مع الرئيس الأمريكي، وعن اتفاقيات مهمة مع الجانب الأمريكي كلها تصب في مصلحة هذه الوطن وهذا المواطن، بشّر بأمور كثيرة تحقّقت في هذه الزيارة سنرى أثرها عما قريب بإذن الله .
لا أذيع سراً عندما أقول بأننا خرجنا من هذا اللقاء ونحن أكثر سعادة نتيجة اكتشافنا لشخصية سمو الأمير محمد بن سلمان، التي كما أسلفت، بأنها شخصية مبهرة بما تحمله هذه الكلمة من مدلولات، فقد منحنا سموه مساحة واسعة لمعرفة أمور كثيرة بسط سموه الحديث حولها، مما جعلنا نتعمق أكثر وأكثر في شخصية وفكر وثقافة ودهاء هذا الأمير الشاب.
قلت لزميل بجواري إنّ الأمير محمد هو سلمان بن عبد العزيز، هو هو لو كنا جلسنا مع سلمان بن عبد العزيز وهو في هذه السن، ثقافة ووعي وإحاطة بما يدور حوله مع تحليل منطقي مقنع.
إننا في هذه البلاد ننعم بفضل الله بنعمة صفاء العقيدة التي قاتل من أجلها أئمة هذه البلاد منذ الإمام محمد بن سعود رحمه الله، وإلى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك المسدد سلمان بن عبد العزيز، وهنا تكمن قوة ومنعة هذه البلاد وهذه الأسرة المباركة أسرة آل سعود وكلنا آل سعود، ولذا فإنّ ناشئتنا وفي مقدمتهم ناشئة الأسرة المالكة، يتربون على العقيدة الصافية عقيدة التوحيد الخالص لله وحده، أقول ذلك لأؤكد على أمر في غاية الأهمية يؤكد عليه دوماً خادم الحرمين الشريفين، وأكد عليه سمو الأمير محمد بن سلمان في لقائنا معه، ألا وهو أنّ قوة دولتنا ناتجة من دفاعنا عن عقيدتنا، عقيدة التوحيد، ومحاربة كل ما يخالف شريعة الله قولاً أو عملاً.
حفظ الله بلادنا وقادتنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين.
والله المستعان.