إِيْلَانُ هَلْ أَسِفُوا وَقَدْ قَتَلُوكَا
غَرَقاً؟ وَهَلْ سَمِعُوا الَّذِي يَبْكِيْكَا؟
فَاضَ الزَّمَانُ مَآسِياً لَكِنَّه
يَبْكِي وَقَدْ أَبْدَى أَسَاه أَبُوكَا
يَا وَيْحَ قَلْبِي مَا الَّذِي قَدْ مَرَّه
بِالبَحْرِ مِن هَولٍ مَضَى بِأَخِيْكَا
وَمَضَى بِأُمِّكِمَا لِتَلْحَقَ رُوحُهَا
بِكُمَا كَشَمْسٍ إِذْ تَغيْبُ دُلُوكَا
لَمْ يَسْتَطِعْ إِنْقَاذَكُمْ مِنْ مَوجِه
فَبَدَا بِلُجَّتِه أَباً مَنْهُوكَا
أَوَّاه عَبْدَاللهِ أَيُّ مُصِيْبَةٍ
لاقَيْتَهَا لَمَّا افْتَقَدْتَ بَنِيْكَا؟
وَفَقَدْتَ أُمَّهُمَا وَكُنْتَ مُدَافِعاً
عَنْهُمْ بِكُوبَانِي صَدَى البَازُوكَا
خَلَّصْتَهَا مِنْ دَاعَشٍ وَحَمَيْتَهُمْ
مِنْ حَشْدِه العَاتِي أَذَىً وَسُلُوكَا
وَوَقَيْتَهُمْ نِيْرَانَ بَشَّارِ الَّذِي
أَمْسَى بِإِحْرَاقِ البِلادِ وَشِيْكَا
فَلِأَرْضِ تُرْكِيَّا لَجَأْتَ مُؤَمِّلاً
أَمْنَاً بِخَيْمَةِ لَاجِئٍ تُؤْوِيْكَا
بِمُخَيَّمَاتِ التُّرْكِ لاقَيْتَ الأَسَى
فَلَقِيْتَ يَأْساً بَائِساً وَشُكُوكَا
بَلْ مِنْ مُعُونَاتٍ أَتَتْهُمْ قَصَّرُوا
بِحُظُوظِكُمْ مِنْهَا فَمَا أَعْطُوكَا
تَرَكُوكَ فِي أَحْرَاشِهِمْ مُتَنَقِّلاً
فِي صَيْفِهَا إِذْ تَسْتَظِلُّ الأَيْكَا
حَتَّى إِذَا ضَاقُوا بِكُمْ وبِغَيْرِكُمْ
فَلِهِجْرَةٍ بَحْرِيَّةٍ حَفَزُوكَا
فِي خُطَّةٍ ضَغْطاً عَلَى جِيْرَانِهِمْ
غَرْباً بِأُورُوبَا إِذاً دَفَعُوكَا
إِيْلانُ مَأْسَاةٌ أَحَاطَتْ شَعْبَكُمْ
كُلٌّ بِهَا إِيْلَانُ صَارَ شَرِيْكَا
العُرْبُ وَالأَكْرَادُ حِيْنَ تَقَاعَسُوا
والغَرْبُ والأَتْرَاكُ إِذْ تَرَكُوكَا
فِإِذَا بِبَشَّارٍ يَزِيْدُ بِقَمْعِه
حَتَّى بَدَا عُمْرَانُكُمْ مَدْكُوكَا
والرُّوسُ والفُرْسُ اسْتَطَابُوا فِعَلَه
فِي شَعْبِه فَاسْتَخْبَثُوا تَكْتِيْكَا
دَعَمُوه بِالتَّسْلِيحِ بَل قَدْ شَارَكُوا
فِي جُرْمِه بَلْ خَطَّطُوا تَحْرِيْكَا
إِذْ كَوَّنُوا مِنْ مُجْرِمِيْهِم دَاعِشاً
لِيَرَوا بِسُورِيَّا الدَمَ المَسْفُوكَا
وأَضَافَ حِزْبُ اللهِ بَصْمَةَ تَابِعٍ
لِلْفُرْسِ حَتَّى زُوِّرَتْ تَفْكِيْكَا
إِيْلانُ وَاجَهْتَ الجَمَيْعَ بِصُورَةٍ
فِي شَاطِئٍ وَالرَّمْلُ مَالِئُ فِيْكَا
غَيَّرْتَ ما لَمْ تَسْتَطِعْه سِيَاسَةٌ
غَرْبِيَّةٌ مِنْ جُرْمِهِمْ تَحْمِيْكَا
فَإِذَا الأُرُبِّيُّونَ فِي بِلْدَانِهِمْ
فَتَحُوا الحُدُودَ جَمِيْعَهَا لِذَويْكَا
إِنْ يَكْتَفُوا بِلُجُوئِهِمْ فَأَظُنُّه
أَمْراً لِتَفْرِيْغٍ لِشَامِكَ حِيْكَا
وَإذَا هُمُ انْتَصَرُوا لَكُمْ بِبِلادِكُم
فَلَسَوفَ نَدْفَعُ حِيْنَهَا التَّشْكِيْكَا
إِنِّي لأَحْلُمُ أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتِي
وَمَشَاعِرِي وَهْماً أَتَى مَحْبُوكَا
فَيُعَادُ لِلشَّامِ العَزِيْزَةِ أَمْنُهَا
لِيَعُودَ حَيْثُ شَآمِهِمْ أَهْلُوكَا
- شعر: د. عبدالرحمن عبدالله الواصل