د.عماد محمد سمارة
فيروس كورونا الشرق الأوسط (MERS-CoV) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) هو المجهول الذي نعيش كل يوم فصول حقيقته الغائبة. فعلى الرغم من اكتشافه منذ ثلاث سنوات، فإننا وللأسف لا نزال نفتقر لمعرفة الكثير عنه ولا نعرف له تجارب سابقة خرج منها منهزمًا، كما لا يتوفر لدينا لقاح لمواجهته.
فمن المعلوم أن هذا المرض ليس أول مرض فيروسي ظهر بالمملكة العربية السعودية؛ فقد مر بنا ومنذ مطلع القرن الحالي عدة أمراض فيروسية مثل حمى الوادي المتصدع وإنفلونزا الطيور ثم الخنازير وغيرها. ونحن بحمد الله بعيدون عن تحول هذا المرض إلى وباء كما أكدته منظمتا الفاو والصحة العالمية؛ غير أن الاستجابة لحدث كهذا لا تزال أبطأ مما ينبغي خاصة في إطار البحث عن ماهية مصدر هذا الفيروس في الطبيعة. فاتخاذ خطوات معينة يتم إعدادها على عجل للحد من انتشاره داخل المجتمع ما هو إلا نتيجة للاجتهاد الخاطئ المتمثل بتطبيق نتائج أبحاث جزئية على أمور كلية. فتتضارب بسببه الآراء، وتتباين وجهات النظر، وتختلف الحلول، وتفقد المصداقية، ومن ثم تضعف الاستجابة لجميع التوجيهات والنداءات.
وبسبب هذا الوضع الذي ألَمّ بنا من هذا المرض وكثرة الشائعات حوله؛ ارتأيت أن أدلو بدلوي بصفتي طبيبًا بيطريًا، وكأستاذ جامعي بقسم الإنتاج الحيواني - كلية علوم الأغذية والزراعة - جامعة الملك سعود، وكعضو في الجمعية السعودية لدراسات الإبل؛ لتصحيح بعض المفاهيم ولإلقاء الضوء على بعض الإجراءات التي قد تُتّخذ للحد من انتشاره، إضافة إلى اقتراح حل لهذه المعضلة وهو الأهم.
لماذا تظهر عترات جديدة
مرض كورونا هو مرض فيروسي تنفسي يصيب الإنسان كما قد يصيب الحيوان، ومن المعروف أن فيروسات كورونا التي أصابت الإنسان ليست حديثة الظهور، بل قد تم عزل أول عترتين للكورونا في عام 1960 من الجيوب الأنفية لمرضى كانوا يعانون من نزلات البرد. ثم بحلول عام 2003، تفشت متلازمة العدوى التنفسية الحادة «سارس» (SARS-CoV) مما أضاف العترة الثالثة التي سجلت 8422 حالة إصابة، منها 916 حالة وفاة حول العالم أي بنسبة وفيات تقترب من 10 في المائة. وقد ثبت علميًا وقتها دور الخفافيش في دورة انتقال هذا الفيروس. ثم بنهاية عام 2005، أفاد الباحثون عن إيجاد عترتين مختلفتين عن الأنواع المعروفة سابقًا التي عزلت من مرضى كانوا يعانون من التهاب رئوي.
إنّ ظهور عترات فيروسية جديدة بهذه العائلة عائد لعدة عوامل؛ من أبرزها قدرة الحمض النووي بهذه الفيروسات على التغير المستمر في نشاطها وضراوتها. فهذه الفيروسات قد تتكيف في ظروف غير الظروف الاعتيادية لنموها فتُحدث طفرات وراثية تُغيّر من التركيب النووي لها مما قد يؤدي إلى ظهور عترة تتسم بخصائص جديدة تتمثل في قدرتها على إصابة عائل جديد. ففي سبتمبر 2012، تم التعرف على عترة جديدة بعدما نجح الباحثون في عزل الفيروس من رجل توفي في أعقاب ضيق حاد في التنفس وفشل كلوي. حيث دلت النتائج الأولية وقتها على تشابه هذه العترة إلى حد ما بفيروس السارس ولكن مع وجود عدد من الاختلافات؛ كانخفاض نسبة انتشاره بين الناس وارتفاع نسبة وفياته خصوصًا بين الممارسين الصحيين وكبار السن (المدى 24-77 سنة) والمصابين بأمراض مزمنة وضعف المناعة والفشل العضوي، وسُمِّيت هذه العترة رسميًا فيما بعد بفيروس كورونا الشرق الأوسط. وبَيَّنت النتائج المعملية الأولية أن هذا الفيروس الذي ينتقل عبر الاختلاط المباشر بالمصابين والرذاذ المتطاير منهم أثناء السعال أو العطاس أو لمس أدواتهم أو الأسطح الملوثة؛ هو ضعيفٌ للغاية ويبقى على قيد الحياة فقط لمدة 24 ساعة خارج جسم الإِنسان، ويموت بالمعقمات ومواد التنظيف العادية. كما لوحظ أن لهذا الفيروس موجتي نشاط؛ هي في نهاية البرد وفي وسط الحر. وأعراض الإصابة به تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم لأكثر من 38 درجة مئوية ورشح وسعال وضيق في التنفس واحتقان بالحلق وآلام في الجسم والمفاصل إضافة للالتهاب الرئوي الذي لا يحدث دائمًا.
وبحسب آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO)؛ فقد تم الإبلاغ عن 1368 حالة مؤكدة مخبريًا بالإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط في العالم توفي منهم 487 حالة. وقد تأثرت 27 دولة بهذا الفيروس منذ عام 2012. وتعتبر المملكة العربية السعودية الأكثر إصابة بهذا الفيروس وذلك بتشخيص 1037 حالة؛ أي بنسبة تزيد عن 75 في المائة من مجمل الإصابات عالميًا. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الوفيات؛ إلا أن منظمة الصحة العالمية صرحت بأن هذا المرض لا يستلزم إعلان حالة الطوارئ في الفترة الراهنة.
هل الإبل خزان للفيروس
إن متابعة تطورات المرض بالمملكة يستحق في حقيقة الأمر التحليل العلمي الدقيق لمعرفة ديناميكية التعامل مع الأمراض الوبائية الحديثة. فكما ذكرتُ سابقًا، فإن هذا المرض تم اكتشافه منذ ثلاث سنوات تقريبًا، ولكن عدة أسئلة مهمة لا تزال دون إجابة حول وبائية المرض من حيث نشاط المسبب وضراوته وقدرته على الإصابة، وطرق ومصادر انتقاله وسبل العلاج منه.
وما يهمنا هنا هو ما أثير في كافة وسائل الإعلام المختلفة (كالتلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي واللقاءات والتصريحات الصحفية) في إطار البحث عن ماهية مصدر هذا الفيروس. فلقد تم بداية دراسة دور الحيوانات المحيطة بالإنسان مثل الخفافيش كونها قد ثَبت علميًا من قبل دورها في انتقال فيروس السارس. وبيَّنت النتائج المعملية عن طريق اختبارات سلسلة تفاعل البلمرة (PCR) لعدد من العينات جمعت من منطقة بيشة غرب المملكة تشابه مقاطع من مورّث الفيروس المعزول من الخفافيش مع المعزول من الإِنسان.
وبما أن هذه المنطقة كانت قريبة من مسكن مواطن أصيب وتوفي بسبب المرض وكان يملك عددًا من الإبل؛ فقد بدأت الشكوك تدور حول دور الإبل بنقل المرض للبشر بافتراض أن الفيروس من الممكن أن يكون قد انتقل من الخفافيش إلى الإبل. ومن ثم بدأ الباحثون بإجراء دراسات مسحية مستعرضة (Cross-sectional studies) لدراسة عينات دم من الإبل مجموعة حديثًا وعينات أخرى مؤرشفة من عام 1992 وحتى عام 2010. واتضح عن طريق الفحص المصلي أن نسبة من عينات الإبل تحتوي على الأجسام المضادة (Antibodies) والحمض النووي (RNA) للفيروس. كما وبيَّنت النتائج للعينات المتحصل عليها من مخاط الأنف أن الإبل تحتوي على ثلاثة سلالات من الفيروس. وباستخدام اختبارات تسلسل الجينوم (Genome sequencing) تم التوصل إلى أن الشفرة الوراثية الكاملة لأحد هذه السلالات كان مشابهًا تمامًا مع الشفرة الوراثية للفيروس المعزول من الإِنسان.
بناءً على هذه النتائج وبشكلٍ أساسي، استنبط الباحثون أن الإبل قد يكون لها دورٌ مهمٌ بعدوى البشر أو قد تكون بمنزلة خزان (Reservoir) أو مصدر (Source) محتمل لهذا الفيروس في البيئة الخارجية. لذا تجدر الإشارة هنا بأنه على الرغم من أن هذه النتائج تُنمي من معرفتنا لوبائيات المرض ولكنها لا يمكن أن تؤخذ على أنها أدلة قاطعة بأن الإبل هي مصدر العدوى للإِنسان؛ بل هي قد تعتبر «استنباطات» أو «تكهنات» وأقوى درجاتها العلمية هو إثبات إمكانية انتقال لهذا الفيروس بين الإنسان والحيوان لا أكثر.
فقد يقال إن عاطفتنا هي من تتحدث؛ فالعاطفة قد تعمي الأفئدة قبل الإبصار. ولكن أن وضعنا العاطفة على جنب وتكلمنا بالعقل والمنطق وبالأدلة العلمية؛ فمن أهم الدلائل التي قد تُبَرأ الإبل في نظر المختصيين والمراقبين للواقع العملي لطبيعة انتشار المرض هي:
1) أن الإبل كغيرها من الكائنات الأخرى قد تَحمِل فيروس كورونا خاصًا بها. فهناك احتمالٌ بعدم إمكانية انتقال فيروس الإبل إلى الإنسان كما حدث مع فيروس السارس بالقطط في أمريكا!!
2) بل قد يكون الإنسان هو سبب ومصدر وناقل هذا الفيروس للإبل لكنها قاومت بفضل مناعتها لا العكس؛ بدليل وجود عينات من الإبل تحتوي على الأجسام المضادة والحمض النووي لأحد سلالات هذا الفيروس الذي يشابه جينيًا أخاه المعزول من الإِنسان!!!
3) كما ومن المعلوم أن وجود أجسام مضادة للفيروس بعينات مأرشفة لحيوانات لا تظهر عليها أي أعراض يدل على أن المرض موجودٌ بالسابق؛ ولكن قد لا يدل على أنها مصدر عدوى للبشر. فمنذ سنوات، نرى آلاف المتعاملين مع الإبل من رعاة ومربين وملاك وباحثين يحتكون معها يوميًا ويتناولون حليبها ولحومها مباشرة وتلامس أجسامهم إفرازاتها دون أن يصابوا!!! فالمخالطة لا تبين السببية؛ فلو كانت الإبل هي مصدر الفيروس لرأينا طوابير المصابين منهم وفي كافة مناطق المملكة حيث تنتشر حظائر الإبل منذ سنوات!!! ولهذا السبب - أن تذكرنا- اندفع البعض سابقًا إلى تصوير أنفسهم وهم يُقبلون إبلهم وحواشيهم ومن ثم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي؛ وهي الظاهرة التي نشرتها مجلة واشنطن بوست تحت عنوان: «لماذا يقبل السعوديون إبلهم؟».
4) ناهيك عن أنه حتى الآن لم يتم بصورة مثبتة عزل هذا الفيروس من حالات مرضية تنفسية واضحة في الإبل (على الرغم من وجود اعتقادات بأن 3 إلى 3.5 في المائة من الإبل الموجودة بالمملكة هي مفرزة للفيروس)، بل لم يتم حصول حالة نفوق واحدة لجمل أو ناقة بسبب هذا الفيروس مثلما حدث مع البقر بعد أزمة مرض جنون البقر أو الحمى القلاعية. فوجود أي من هذه الإثباتات تستدعي المطالبة باعدام الإبل المخالطة لها.
5) ومن جهة أخرى، يوجد بدولتي الصومال والسودان ما يزيد على 50 في المائة من إبل العالم.
والبيئة فيهما مهيأة بمراحل أن تستقبل المرض وأن ينتشر بهما، فهما بلا إمكانات مالية ولا صحية لمكافحته. ولكن لم يُعلن من قِبَل المختصين بهذه الدول عن وجود حتى حالة إصابة واحدة بهذا الفيروس.
6) علاوة على الصدمة الاجتماعية بأن العدوى الفيروسية قد لوحظ بأنها انتشرت في الغالب بين العاملين في القطاع الصحي وليس عبر حظائر الإبل!!! بل وقد تم التأكَّد بأن الفيروس انتقل للمصابين بشكل أفقي من مصابين آخرين.
الأمر الذي أثار إحساس المجتمع بوجود شيء من ضعف تطبيق إجراءات الوقاية التي تتبعها المستشفيات!!!
كما أن هناك عددًا من الأسئلة، من أهمها: لماذا يتم تعلق بأي خيط وكأن كل من توفي هو ممن شرب حليب الإبل أو أكل من لحمها؛ دون وضعٍ لأية معايير أو تقديم دليل واضح من واقع الأرقام ونسبة المصابين من الحالات الجديدة التي تظهر يوميًا من الإبل والمخالطين لها من ملاكها ورعاتها والبائعين لها ولمنتجاتها؟ ألهذا المجهول بُعدٌ «اجتماعيٌ-اقتصادي»؟ لماذا الحديث عن الإبل وربطها بهذا المرض وهدر هذه الثروة الوطنية والدعوة للاعتماد أكثر على اللحوم الأخرى المستوردة من دون أن نبحث في الموضوع من جميع جوانبه؟ كما لو نظرنا إلى غرفة العمليات واللجان العلمية المشكلة في كل المناطق لمعرفة طبيعة المرض وطرق الوقاية منه، فهل سنجد أنّها تمثّل التخصصات المطلوبة بوجوب حضور كل من وزارة الصحة والزراعة والداخلية والبلدية والجامعات ومراكز البحوث البيطرية؟ بل لماذا لم يتم سماع وجهة نظر رعاة ومربين وملاك الإبل أو التنسيق معهم؟ هل هو لغياب أو ضعف مؤسسات المجتمع المدني التي تمثلهم أو لأن أهمية أي حيوان تتراجع إلى الصفر في حالة تهدد الجنس البشري؟ الأمر الذي قد يؤدى تباعًا إلى التعامل مع هذا المرض بصورة مركزية وبالتالي علاج خطأ بآخر. ولعل اختفاء هذا المرض من كوريا الجنوبية بعد شهر واحد من انتشاره في بلد يفوقنا في الكثافة العددية لهو أقوى دليل على هذا!!!
لذا فيتضح من كل ما سبق أن الإبل قد لا يكون لها لا ناقة ولا جمل بنقل المرض للإِنسان. فنحن مبرمجون منذ الأزل على مناقشة الأبحاث والدراسات والحكم على نتائجها من قراءة عناوينها فقط دون الخوض في محتواها وتحليل نتائجها، ومن ثم نستغرب عدم تمكننا من الوصول إلى دليل علمي واضح وجلي!!!
لكننا كمواطنين ومقيمين - كمربيين ومختصين على الرغم من كل ذلك نقول بأن الإبل ما تزال موضع اتهام. إلا أن علينا أن نقطع شوطًا بعيدًا قبل إعلان حكمنا بالإدانة؛ فإلى الآن لم تثبت السببية علميًا بأن الإبل هي المصدر. ولنتذكر أنه عند تفشي إنفلونزا الطيور قد تم إعدام العديد من الدواجن في عدة مزارع وحقول (إن اختلفنا أو اتفقنا عليها) كوسيلة احترازية لمنع انتشار المرض. فمخاوفنا أن تلاقي هذه الحيوانات نفس مصير الدواجن دون تثبت علمي. ولكن عند التثبت العلمي؛ ينبغي علينا جميعًا التكاتف فيما بيننا حفاظًا على سلامة المواطنين والمقيمين بتطبيق كامل الإجراءات لاحتواء المرض فيما يخص طريقة مخالطتنا للإبل، وإقفال المسالخ، وعدم استيراد الحيوانات الحية، وإعدام الإبل المصابة والمخالطة لها ومن ثم تعويض أصحابها. فنحن الآن وبلا مبالغة في مرحلة حاسمة والانتظار يجعل الحال أسوأ، فكل يوم يمر دون التعرف على الإجراءات والطرق الأنسب لسلوك المسار الصحيح يجعل الثمن باهظًا وهذا ما لاحظناه خلال السنوات الثلاث السابقة.
ماهي الحلول
جانب الاستمرار بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع وتجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه وتوعية العاملين الصحيين في الطوارئ والعيادات واستخدام أدوات الحماية الشخصية؛ ينبغي التثبت من فعالية نشاط الفيروس وضراوته وقدرته على الانتقال في الأربعة اتجاهات: من الحيوان للحيوان، ومن الحيوان للإِنسان، ومن الإنسان للإِنسان، ومن الإنسان للحيوان. بداية بتصميم ومن ثم بإجراء عدة دراسات انتشار بأثر رجعي (Retrospective case control studies) أو دراسات تسلسلية مستقبلية (Prospective cohort studies) وليس الاعتماد على دراسة واحدة أو اثتنين ذات طابع مسح انتشار مستعرض (Cross-sectional studies).
بل ويجب المطالبة بعدم الاكتفاء برصد هذا المرض بل بإنشاء هيئة وطنية متخصصة للخدمات البيطرية والثروة الحيوانية لتحتضن على المدى البعيد أهم مركز لمراقبة ومكافحة الأمراض السارية المستجدة، الذي من أهم مهامه:
1) الإنذار المبكر وبناء خريطة وبائية لأي مرض مستجد.
2) وبناء بنك وطني للعترات المرضية المنتشرة في المملكة يهتم بخزن وتصنيف أنواع هذه العترات ليتمكن الباحثون على مستوى المملكة من اتخاذها كمرجعية في تحديد الأنواع المستجدة من المسببات المرضية، وإنتاج لقاحات لمكافحة هذه الأمراض.
3) ومراقبة تداول الأدوية البيطرية وصلاحيتها.
4) ووضع الخطط طويلة الأجل لاستئصال هذه الأمراض كتهيئة مختبرات على مستوى عالٍ وتدريب خبراء وأطباء بيطريين وطنيين. فالاعتماد دومًا على استقدام خبراء عالميين وعدم تهيئة خبراء وطنيين لأي طارئ هو تكرارٌ للتفكير بنفس العقلية غير العلمية ولا العملية.
وختامًا أقول: إن المستقبل يبعث على الاطمئنان أكثر من الماضي؛ إِذ بوسعنا أن نسطر صفحاته بأيدينا. وما ننتظره هو أن تسود حالة من التنظيم الواعي، فجميعنا يدرك إمكانية تفشي العدوى في عالم أصبح قرية كونية صغيرة. فالمسؤولية لا يجب أن تنحصر في قطاعات معينة دون الأخرى بل يجب أن يكون هناك تعاون بين كافة القطاعات ذات العلاقة، والتعامل يدًا بيد، وتوحيد الجهود ضد انتشار هذا الفيروس، لنتمكن بإذن الله من محاصرته والقضاء عليه، كما تم القضاء على كثير من الأمراض والفيروسات من قبله.
حمى الله البلاد والعباد من ضياع الأمانة، ومن شر أنفسنا والشيطان، وقيض لثروتنا الحيوانية من يخدمها ويخطط لتنميتها.