أعظم ما يهدد التنافس الرياضي في بلادنا الحبيبة هو الحكم على الشيء بناء على الألوان وهذا بلا شك سيزج برياضتنا إلى طريق لا يُحمد عُقباه.
قد لا نلوم المشجعين لكونهم أحرارا، ولم يرتبطوا بجهات رسمية أو مؤسسات إعلامية وثقافاتهم نشأت من مدرجات فريقهم، لكننا نلوم وبشدة هؤلاء الإعلاميين الذين عاهدوا المهنة التي التحقوا بها أن يلتزموا الحياد تجاه أي قضية يطرحونها ويناقشونها.
هؤلاء الإعلاميون هم من تجاهلوا صراخ المدرجات تجاه القذف والسب الذي وجه لقائد منتخبهم ياسر القحطاني عدة سنوات، هؤلاء هم من سمحوا لبعض المتعصبين أن يخرجوا في برامجهم لكي ينالوا ممن كان حلقة وصل بين منتخب بلادهم وكأس العالم أربع مرات متتالية بعبارات عنصرية تنافي المبادئ الإسلامية والقيم العربية والعادات السعودية، هؤلاء هم هاجموا من شَرف بلادهم ورفع من اسمها عالياً حينما كُرِم ناصر كأفضل لاعب آسيوي لعام 2015 يومها تعرض اللاعبون لأسرته للشتم والقذف في وسط محفل عالمي وهو في مهمة وطنية يومها صفق هؤلاء الإعلاميون لهذا المشجع المراهق والمتعصب بدلاً من أن يزجروه وينددوا بقبيح صنعه كي يكون رادعًا لكل من يريد أن يخرق غطاء الأدب والذوق العام، والغريب في الأمر أن هؤلاء الإعلاميين هم أنفسهم من دافعوا عن هزازي وسلبه لجوال مواطن سعودي وهذه بلا شك (مخالفة) تستحق العقوبة كما أكدها المحامي المعروف خالد بوراشد، لكن هؤلاء الإعلاميين هذه المرة تعاطفوا مع نجمهم المخالف ووقفوا ضد المشجع المواطن، ولعل تعاطيهم الأخير مع مغادرة الثلاثي (شراحيلي - المولد - وعسيري) ومطالبتهم بكبسلة القضية وتمريرها حتى لو كان المتضرر (انضباطية المنتخب) يثبت للمشاهد أن ازدواجية المعايير عندهم مستمرة، متناسين بذلك أن التاريخ لم ينس تصفيقهم للقرار التاريخي الذي صدر بحق اللاعب خالد عزيز يومها غادر معسكر الأخضر (الودي والداخلي)، وتم إيقافه موسمًا كاملاً.
- عاصم المحسن