مع بداية مباراة منتخبنا والمنتخب الماليزي، كان الجميع بلا استثناء وبلا مبالغة، ينتظر أن يكسر منتخبنا رقم الإمارات بعد نهاية المباراة، خصوصاً بعد أن دك هذا الأخير مرمى ماليزيا بعشرة أهداف، لكن الدقائق تمضي ولم يسجل المنتخب، ثم تمضي أكثر نحو خط النهاية ولم يسجل أيضا!! بل إنها لامست خط النهاية بالفعل، ولم يصل منتخبنا لمرمى الخصم، فضلاً عن أن يسجل!! بعدها ينحدر سقف الطموحات، ويتمنى هذا الجميع أن يسجل المنتخب ولو هدفاً واحداً يحفظ به ماء الوجه، وعند الدقيقة 70 تحدث المفاجأة والصدمة فالمنتخب الماليزي هو الذي بادر بالتسجيل وليس منتخبنا، لينتفض الأخضر بعدها ويسجل التعادل والفوز, لكن هذا الفوز لم يقنع أحداً، وخرج الجميع وهو ممتعض ومستاء من هذه النتيجة رغم الفوز، عدا بعض (المتشدقين) والذين كانوا يطالبوننا، بالنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وإن المنتخب حقق الأهم وهو الفوز وتصدر مجموعته، لهؤلاء نقول: هل يقنعكم أن نبقى أكثر من 70 دقيقة دون أن نسجل أمام منتخب في غاية الهشاشة والضعف، بل إننا لم نصل لمرماه خلال ذلك الوقت الطويل، وهل يقنعكم أن تمضي المباراة كاملة، ونحن لم نسدد على المرمى، إلا تسديدة واحدة وطائشة ومن مدافع!؟ وهل يقنعكم هذا المستوى وهذا العك، أمام منتخبات كاليابان واستراليا وكوريا بل حتى أمام الصين، وهل سيبلغ بنا هذا المستوى الفني الهزيل، إلى كأس العالم، ونهائيات كأس آسيا!؟ وإذا وصلنا ماذا سنعمل، في أكثر من مقال سابق، قلت: إن كرتنا ما زالت في «الهواية» ولدت بها وعاشت بها، وستستمر عليها، رغم تطبيق الاحتراف، طالما نحن نعمل بعشوائية، لاعبونا يفتقدون لأدنى مقومات اللعبة، لا يملكون الحلول الفردية، ويضيعون تماماً أمام الفرق الدفاعية، يفتقدون للخبث الكروي، ولا يلعبون دون كرة، ولا يوجد عندنا لاعب واحد يسدد من خارج المنطقة!! عد إلى شريط المباراة، وشاهد كيف كانت الكرة تنقل ببدائية وبطء شديد وممل، وكيف كان اللاعبون يقفون في أماكنهم ينتظرون أن تأتي الكرة إليهم!! والهجمة المرتدة (سلحفائية) تمكن حتى مهاجم الخصم، من العودة للدفاع، وخلال المباراة لم نسدد إلا تسديدة واحدة ومن مدافع وبعيدة جداً عن المرمى، كل هذا يحدث أمام منتخب من أضعف منتخبات القارة!! هل هذا منتخب يعيش في عصر الاحتراف، وأين هذا الاحتراف الذي نزعم بأننا نطبقه منذ أكثر من عقدين، وأين انعكاساته على اللاعبين؟؟ حقيقة لا أع اللوم على اللاعبين، فهذا غاية ما يملكون، باعترافهم هم في أكثر من مناسبة، لكن اللوم كل اللوم، على الذي يطلب منهم أكثر مما يطيقون، وهو لم يؤسسهم ويبنيهم البناء الصحيح منذ الصغر، كرة القدم أصبحت اليوم (علم) يدرس، توضع لها الأكاديميات والمدارس الكروية، التي تخرج أجيالاً يلعبون كرة القدم بالرأس قبل القدم، ونحن ما زلنا إلى الآن نعتمد على المهارات الفطرية والقدرات الفردية للاعب، ونزعم بعدها بأننا نطبق الاحتراف، فعن أي احتراف تتحدثون!؟ حتى على مستوى الفكر نحن (هواة) أيضاً وما خروج اللاعبين من المعسكر دون إذن، إلا دليل على ذلك، وأيضاً هنا ألقي باللائمة على الاتحادات والأندية، فأغلب اللاعبين يأتون من الحارة إلى النادي ثم إلى المنتخب رأساً، دون تأسيس ودون بناء صحيح، على مستوى الفكر والأداء، ولاعب أتى من الحارة ماذا تنتظر منه.
- صالح الصنات